-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
تحذيرات إسرائيلية من الانهيار: الشمال الزراعي احترق.. والاقتصاد يتداعى
في ظل حكومة عاجزة
تحذيرات إسرائيلية من الانهيار: الشمال الزراعي احترق.. والاقتصاد يتداعى
-
8 مايو 2025, 9:36:15 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حرائق في غابات اندلعت في إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على الجولان المحتل (أرشيفية)
أفادت منظمة "ReGrow Israel" بأن الحرب الطويلة التي اندلعت بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني منذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية عام 2024، تسببت في أضرار زراعية واقتصادية غير مسبوقة في شمال فلسطين المحتلة، حيث بلغت الخسائر ما يزيد على 108 ملايين دولار. ووفقًا لدراسة أجرتها المنظمة، فإن آلاف الهجمات الصاروخية والحرائق الهائلة التي أشعلتها هذه الهجمات، دمرت البنية التحتية الزراعية بشكل بالغ، وأجبرت السكان على إخلاء المناطق الزراعية، مما أدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش المحليّة واستقرار السوق.
وأكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، دانييل أبراهام، أنّ الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي في الجبهة الشمالية كانت أوسع وأعمق بكثير من تلك التي لحقت بالجبهة الجنوبية مع غزة، مشيرة إلى أن الأثر الممتد للحرب، والذي تضمن هجمات مباشرة وإلكترونية، فضلاً عن التهجير الجماعي، خلق وضعًا معقدًا لا يزال ينعكس سلبًا على الحياة الاقتصادية والزراعية في المنطقة. كما أوضحت أبراهام أن التحديات زادت بفعل الوجود المطول للجيش الإسرائيلي في المناطق الشمالية، وانقطاع سلاسل التوريد المحلية، وهو ما ضاعف من حجم الأزمة.
100 ألف فدان محترقة و76% من المجتمعات الشمالية مهددة
وسجّلت الدراسة أنّ المستوطنات الإسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة تعرضت لأكثر من 9000 إصابة مباشرة بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة، إضافة إلى أكثر من 10 هجمات إلكترونية، ما أدى إلى احتراق حوالي 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية. وأشارت إلى أن 76% من أصل 107 مجتمعات محلية على طول الحدود الشمالية تُصنف كمجتمعات زراعية، تشمل 38 كيبوتسًا و42 موشافًا. وتُنتج هذه المنطقة نحو 10% من مجمل الزراعة في "إسرائيل"، ما يجعل تأثير الضرر واسع النطاق لا على المستوى المحلي فقط، بل الوطني أيضًا، خاصةً من ناحية الأمن الغذائي الذي اعتبرته أبراهام مهددًا بشكل مباشر.
وبحسب تقديرات الدراسة، فإن الخسائر شملت حوالي 75 مليون دولار لإعادة زراعة البساتين التي فُقدت، و3 ملايين دولار لإعادة تأهيل كروم العنب، ونحو 7 ملايين دولار لإصلاح البنية التحتية الزراعية ومراعي الماشية، إلى جانب أكثر من 23.5 مليون دولار من الخسائر التي لحقت بحظائر الدواجن. وبلغت خسائر الفواكه والخضراوات الطازجة نحو 35 ألف طن خلال الأشهر الستة الأولى من الهجمات، وهو ما يعادل ربع إجمالي الخسائر الوطنية في قطاع الغذاء، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الخضراوات بنسبة 18% والفواكه بنسبة 12% في مطلع عام 2024 مقارنةً بالعام السابق.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من 60% من المزارعين في الشمال تعرضوا لأضرار مباشرة في مزارعهم، فيما توقف ربعهم عن العمل تمامًا، الأمر الذي ينبئ باستمرار التدهور في القطاع الزراعي على المدى الطويل.
تحذيرات من انهيار اقتصادي وتخبط حكومي في تل أبيب
في سياق موازٍ للأزمة الزراعية، وجّه يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين في "إسرائيل"، تحذيرات صارخة بشأن الوضع الاقتصادي، معتبرًا أن الاقتصاد الإسرائيلي يقف على حافة الانهيار. واتهم غولان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه لا يمثل إدارة مالية مسؤولة، بل يسعى للهدم والضم، في إشارة إلى سياساته الاقتصادية والأمنية المتطرفة التي وصفها بأنها تهدد استقرار الدولة.
وهاجم غولان الحكومة الحالية بشكل مباشر، قائلاً إنها "تحلم بغزو غزة بينما تترك المختطفين الإسرائيليين لمصيرهم". ويأتي هذا التصريح بعد تحذيرات صدرت عن "الجيش" الإسرائيلي نفسه خلال الأيام الأخيرة، تشير إلى أن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لخطر حقيقي. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مسؤولين أمنيين كبار قدموا لأعضاء "الكابينت" سيناريوهات تشير إلى احتمال مغادرة مقاتلي حماس للأنفاق التي يُحتجز فيها الأسرى، وتركهم دون ماء أو طعام، مما قد يؤدي إلى وفاتهم خلال أيام.
هذا التدهور الأمني والسياسي، إلى جانب الكارثة الزراعية في الشمال، يعكس صورة قاتمة للأوضاع داخل "إسرائيل"، حيث تتزايد الانتقادات للحكومة بشأن إدارتها المتخبطة للحرب في غزة، وإخفاقها في معالجة الأزمات المتعددة التي تلاحقها على المستويين الداخلي والخارجي.









