-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
نتنياهو في مأزق: اتفاق أمريكي- حوثي يعزل إسرائيل
نتنياهو في مأزق: اتفاق أمريكي- حوثي يعزل إسرائيل
-
7 مايو 2025, 9:08:50 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو في مأزق: اتفاق أمريكي- حوثي يعزل إسرائيل
180 تحقيقات
في تطور مفاجئ ألقى بظلاله على المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، أعلنت سلطنة عمان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، يقضي بوقف الضربات الأمريكية مقابل توقف الحوثيين عن استهداف السفن الأمريكية. الاتفاق، الذي تم التوصل إليه عبر وساطة عمانية، أثار موجة من الصدمة والقلق في إسرائيل، حيث أكدت مصادر يمنية أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي شكل، مما يضع حكومة بنيامين نتنياهو أمام تحديات استراتيجية غير مسبوقة.
تفاصيل الاتفاق
وفقًا لوكالة رويترز، أكد مسؤول في جماعة أنصار الله أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل إسرائيل، ولم يتضمن أي محادثات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين، بل تم التفاوض عبر وساطة عمانية. هذا التطور أثار استياءً واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر مطلع أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الشأن يُعد "خبرًا سيئًا جدًا" لإسرائيل. وأضافت القناة 14 العبرية، المحسوبة على نتنياهو، أن الحوثيين "يهددون إسرائيل وكأن شيئًا لم يحدث لهم"، معربة عن حيرة إسرائيل إزاء استحالة الاجتياح البري لليمن أو توقع تدخل أمريكي مماثل.
في سياق متصل، كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، في تقرير نشره موقع "والا" العبري، عن فشل سياسي كبير في إسرائيل، حيث علمت الحكومة الإسرائيلية بالاتفاق عبر وسائل الإعلام، دون إخطار مسبق من واشنطن. وتساءل رافيد عن المسؤول عن هذا الإخفاق، مشيرًا إلى احتمال تقصير من رئيس الأركان، رئيس الشاباك، رئيس الموساد، أو السكرتير العسكري لرئيس الوزراء.
الاتفاق يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، حيث يبدو أن إدارة ترامب تسعى إلى تقليص التزاماتها العسكرية في اليمن، مما يترك إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الحوثيين، الذين أظهروا قدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ بعيدة المدى. هذا التطور يضع نتنياهو في مأزق سياسي وعسكري، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الحوثية، التي وصفتها القناة 14 بأنها تفرض "حصارًا جويًا" وتتحدث "بصوت مرتفع"، مما يعزز شعور إسرائيل بالعزلة الاستراتيجية.
من جهة أخرى، يشير غياب التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي إلى تراجع في مستوى الثقة بين الحليفين، وهو ما قد يعكس أولويات جديدة لإدارة ترامب، ربما مرتبطة بمفاوضات أوسع مع إيران، كما أشار بعض المحللين. هذا الوضع يزيد من الضغوط على نتنياهو داخليًا، حيث تواجه حكومته انتقادات متزايدة بسبب الفشل في توقع هذا التحول أو الاستعداد له.
التبعات المستقبلية:
الاتفاق يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة. أولاً، قد يشجع الحوثيين على تصعيد هجماتهم ضد إسرائيل، خاصة مع تأكيدهم على استمرار استهداف المصالح الإسرائيلية. ثانيًا، يضع إسرائيل أمام خيارات محدودة، حيث أن الرد العسكري المباشر على اليمن يبدو غير مجدٍ لوجستيًا، كما أشارت القناة 14. ثالثًا، قد يؤدي هذا الاتفاق إلى إعادة تقييم إسرائيل لاستراتيجيتها الإقليمية، مع التركيز على تعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات البعيدة المدى.
يُعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين نقطة تحول في ديناميكيات الصراع بالشرق الأوسط، حيث يبرز الحوثيون كلاعب إقليمي يصعب تجاهله، بينما تواجه إسرائيل تحديات متزايدة في الحفاظ على ردعها الاستراتيجي. مع استمرار الغموض حول رد فعل نتنياهو، يبقى السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من استعادة زمام المبادرة، أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة من العزلة والضعف الاستراتيجي؟
.jpeg)









