تحول في السياسة الخارجية الأميركية

من اليمن إلى غزة.. هل تتجه إدارة ترمب نحو وقف شامل للحروب؟

profile
  • clock 12 مايو 2025, 12:56:55 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تحول في السياسة الخارجية الأميركية

في الآونة الأخيرة، بدأت ملامح تحول في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تثير تساؤلات كبيرة حول نوايا الولايات المتحدة بشأن النزاعات العسكرية المستمرة في الشرق الأوسط. فهل نحن أمام توجه حقيقي نحو وقف شامل للحروب، أم أن هذا التحول لا يعدو كونه تحركًا تكتيكيًا مؤقتًا؟

انسحاب تدريجي من اليمن

من جهة، تشير التقارير إلى أن إدارة ترمب بدأت خطوات جدية لتقليص الدعم العسكري الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ويأتي هذا التوجه في ظل تزايد الانتقادات الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. إضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن واشنطن تسعى إلى تخفيف التزاماتها العسكرية الخارجية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

ملف غزة.. موقف متغير أم إعادة تموضع؟

فيما يخص قطاع غزة، بدا أن واشنطن تتبنى لهجة أقل تصعيدًا مما كانت عليه في السابق، خاصة في ما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى الرغم من استمرار دعمها الثابت لإسرائيل، إلا أن هناك إشارات إلى رغبة في تجنب انفجار الوضع مجددًا، خصوصًا مع وجود مصالح أميركية أكبر في استقرار المنطقة.

الدوافع الاستراتيجية وراء تقليص التدخلات

ولكن، من المهم الإشارة إلى أن هذا التغير في النهج لا ينبع فقط من دوافع إنسانية أو أخلاقية، بل يعكس أيضًا اعتبارات استراتيجية داخلية وخارجية. فمع تصاعد التوتر مع الصين وروسيا، بات من الضروري للولايات المتحدة إعادة ترتيب أولوياتها العسكرية والسياسية. أضف إلى ذلك الضغوط الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا، ما يدفع الإدارة الأميركية للتركيز على القضايا الداخلية.

هل يشكل هذا التوجه تحولًا دائمًا؟

رغم هذه المؤشرات، يشكك البعض في أن إدارة ترمب تنوي فعلاً تبني سياسة طويلة الأمد قائمة على الانسحاب من النزاعات. فالتجارب السابقة أظهرت أن القرارات الأميركية غالبًا ما تتأثر بتغير موازين القوى والمصالح المتقلبة. لذلك، فإن الحديث عن وقف شامل للحروب يبقى مرهونًا بتطورات ميدانية وسياسية قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر في أي لحظة.

انفراج مؤقت أم بداية لمرحلة جديدة؟

في الختام، من الواضح أن إدارة ترمب تعيد النظر في بعض ملفاتها الخارجية، لكن من غير المؤكد ما إذا كان ذلك يعني نهاية التدخلات العسكرية الأميركية، أم مجرد إعادة تموضع استراتيجي. وبينما تظل شعوب مثل اليمن وفلسطين تترقب بصيص أمل، فإن الواقع السياسي لا يزال مليئًا بالتحديات.

التعليقات (0)