-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
غزة وساعة الرمل الإسرائيلية: إما الحسم الآن أو التآكل
الدعم الأميركي تحت الاختبار
غزة وساعة الرمل الإسرائيلية: إما الحسم الآن أو التآكل
-
12 مايو 2025, 1:05:08 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
بقلم: غابي سيبوني وإيرز وينر – عن معهد القدس للاستراتيجيا والأمن
رغم مرور أكثر من عام ونصف على القتال العنيف بين إسرائيل وحركة "حماس"، لا تزال الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في غزة بعيدة المنال. وبينما تتصاعد التحديات الأمنية على جبهات متعددة، بات الوقت المتاح أمام إسرائيل لتحقيق الحسم في غزة يوشك على النفاد، وفق ما يشير إليه تحليل من داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية.
التحدي الاستراتيجي: إنجازات تكتيكية دون حسم
أحرزت إسرائيل خلال الحرب على غزة إنجازات ميدانية مهمة، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تدمير القدرات العسكرية والحُكمية لحركة "حماس"، ولا من تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. ورغم الضربات المتلاحقة، لا تزال "حماس"، بدعم إيراني، تحتفظ بهياكل قيادية تحت الأرض وقدرات صاروخية محدودة وفعّالة.
تعدد الجبهات يفرض إعادة توجيه الموارد
ساعة الرمل العسكرية: ضغط متعدد الاتجاهات
تواجه إسرائيل اليوم تهديدات أمنية متزامنة من غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، واليمن، فضلاً عن التهديد الإيراني المستمر. استمرار القتال في غزة يُنهك القوات والميزانيات، ويمنع الجيش من إعادة تنظيم قدراته على جبهات أخرى. لذلك، من الضروري إنهاء المعركة بسرعة لتوجيه الموارد نحو أولويات استراتيجية أخرى.
ساعة الرمل الداخلية: انقسام مجتمعي حول الأسرى
باتت قضية الأسرى نقطة انقسام داخلي عميق في المجتمع الإسرائيلي. فالبعض يدعو إلى اتفاق تبادل، بينما يرى آخرون أن الضغط العسكري وحده كفيل بإجبار "حماس" على إطلاق سراحهم. وقد أثبتت التجارب السابقة أن التنظيم لا يستجيب إلا للقوة، ما يُحتّم تنفيذ عملية حازمة ومباشرة لإنقاذ الأسرى قبل فوات الأوان.
ساعة الرمل الاحتياطية: تآكل الجهوزية والروح المعنوية
يشكّل جنود الاحتياط العمود الفقري للقوات المسلحة الإسرائيلية، لكن تكرار استدعائهم لمهام طويلة دون أهداف واضحة يؤدي إلى تآكل الجهوزية. استمرار الوضع الراهن يُضعف هذه المنظومة وقد يُعقّد تنفيذ المهمات المستقبلية. لذلك، فإن الحسم العسكري سيعيد تشكيل أولويات الجيش ويمنحه القدرة على التفرغ لجبهات أكثر حساسية.
الساعة الإقليمية: توازنات دولية تحت المجهر
الدعم الأميركي تحت الاختبار
في ظل إدارة ترامب، تحظى إسرائيل بدعم سياسي كبير، إلا أن هذا الدعم ليس مطلقًا. استمرار القتال في غزة قد يؤثر سلبًا على التحالفات الإقليمية الناشئة وعلى اتفاقيات أبراهام، ويمنح إيران مجالاً أكبر للمناورة في مفاوضاتها النووية. ومن هنا، فإن الحسم العسكري السريع من شأنه تحسين موقع إسرائيل التفاوضي وتعزيز تحالفاتها الإقليمية.
الساعة السياسية: صراع بين مدرستين في اتخاذ القرار
تنقسم المؤسسة السياسية الإسرائيلية بين من يرى استحالة الانتصار الكامل على "حماس"، ويدعو للانفصال عنها، ومن يؤمن بإمكانية الحسم العسكري وخلق واقع جديد في القطاع. يرى كاتبا المقال أن التجربة في الضفة الغربية، ولا سيما عملية "السور الواقي"، تؤكد إمكانية النجاح عبر الحسم العسكري، إذا تم تنفيذه بتخطيط دقيق وإرادة سياسية قوية.
لحظة الفرصة قبل لحظة الانهيار
تشير كل "ساعات الرمل" – العسكرية، والاجتماعية، والسياسية، والإقليمية – إلى استنتاج واحد: التأجيل لم يعد خيارًا. الحسم العسكري الآن، مع تحديد أهداف واضحة تشمل تدمير بنية "حماس" وإطلاق سراح الأسرى، هو الطريق الوحيد لتأمين الأمن القومي الإسرائيلي ومنع التآكل في المنظومة الدفاعية والمجتمعية.
إن تنفيذ عملية متكاملة تجمع بين الضغط العسكري والجهود الدبلوماسية والتواصل مع الحلفاء الإقليميين هو ما سيمنح إسرائيل اليد العليا في هذه المعركة، ويؤهلها لمرحلة جديدة من الاستقرار الاستراتيجي.








