معاناة النساء الحوامل: شهادات من الميدان

منظمة آكشن إيد تحذر من تفاقم سوء التغذية بين النساء الحوامل في غزة وسط المجاعة والحصار

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 6:12:07 م
  • eye 431
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

يستمر الوضع الإنساني في قطاع غزة بالتدهور بشكل متسارع، حيث لم يعد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ما يقارب العامين حرب إبادة تستهدف المدنيين فقط، بل تحول إلى حرب صامتة تفتك بالنساء الحوامل والمرضعات، وتضع الأجيال القادمة أمام خطر الانقراض الصحي.

وفي هذا السياق، أصدرت منظمة آكشن إيد الدولية، اليوم السبت، بيانًا شديد اللهجة حذّرت فيه من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات، مؤكدة أن الوضع بلغ مستويات كارثية تنذر بخسائر بشرية فادحة على المدى القريب والبعيد.

أزمة سوء التغذية في غزة

بحسب المنظمة، فإن نحو 70 إلى 75% من النساء الحوامل اللواتي يراجعن مستشفى العودة يوميًا يعانين من نقص حاد في الغذاء والمكملات الغذائية اللازمة للحفاظ على حمل صحي. هذا يعني أن حوالي 210 إلى 225 امرأة من أصل 300 حالة يوميًا، يعشن حالة من الحرمان الغذائي الذي يهدد حياة الأمهات وأجنتهن.

وقد جاء هذا التحذير بعد أسبوع فقط من تأكيد “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC) حدوث مجاعة في مدينة غزة، ما يكشف حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن استمرار الحرب والحصار.

شهادات الأطباء: أجنة مهددة وأمهات يواجهن الخطر

الدكتور ياسر، وهو أحد الأطباء العاملين في مستشفى العودة، أوضح أن الوضع الصحي للنساء الحوامل يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث سجلت العديد من الحالات انخفاضًا ملحوظًا في أوزان الأمهات والأجنة على حد سواء. وأضاف:

“النساء يعانين من سوء التغذية، ما ينعكس في انخفاض أوزانهن، انخفاض وزن الأجنة، قلة حركة الجنين، وتدهور صحة الأم والجنين. هناك فقر دم، نقص الكالسيوم، ونقص فيتامين (د)، وكلها تؤثر سلبا على صحة الأم والجنين.”

هذه الشهادات الطبية تعكس جانبًا من الحقيقة المرة، حيث باتت النساء الحوامل في غزة أكثر عرضة لمضاعفات الحمل الخطيرة، بما في ذلك الإجهاض ووفاة الأجنة.

مستشفى العودة: إمكانيات محدودة أمام أزمة متفاقمة

الدكتور محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة، أكد أن الوضع الصحي في غزة بات يفوق قدرات المستشفيات على التعامل معه. وقال:

“الوضع في غزة صعب جدا، أكثر من 60,000 امرأة تضررن بسبب نقص الغذاء، والعديد منهن يواجهن سوء التغذية، ورغم أن قسم التغذية يوزّع مكملات، لكن الحاجة أكبر من قدرتنا.”

وبحسب تقديرات المستشفى، فإن عشرات الآلاف من النساء الحوامل بحاجة ماسة إلى مكملات غذائية وأدوية أساسية، في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال دخول المواد الطبية والغذائية بشكل كافٍ إلى القطاع.

الكارثة الإنسانية: أرقام صادمة

70-75% من الحوامل يعانين من سوء التغذية.

60,000 امرأة حامل ومرضع متضررة بشكل مباشر من نقص الغذاء.

ارتفاع معدلات الإجهاض ومضاعفات الحمل بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية.

مجاعة معلنة في مدينة غزة وفق تقارير دولية (IPC).

هذه الأرقام تؤكد أن الوضع في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل كارثة إبادة بطيئة تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر.

آكشن إيد: دعوة عاجلة لوقف الحرب والحصار

في ختام بيانها، شددت منظمة آكشن إيد الدولية على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، بما يسمح بدخول الغذاء والمكملات الطبية والوقود. وأكدت أن الكلفة الإنسانية للحصار مرتفعة للغاية، إذ تُسجل يوميًا حالات جديدة من مضاعفات الحمل الناتجة عن نقص الغذاء والرعاية الطبية.

وأضافت المنظمة أن الأطفال والأمهات في غزة يواجهون خطر الموت أو العيش في ظروف غير إنسانية، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

إن استمرار الحرب والحصار على قطاع غزة لا يهدد فقط حاضر الفلسطينيين، بل يقضي على مستقبلهم عبر تدمير الأجيال القادمة قبل أن ترى النور. ما تشهده النساء الحوامل اليوم من سوء تغذية ومضاعفات صحية هو جريمة حرب وإبادة بطيئة في حق الإنسانية، الأمر الذي يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه المأساة.

التعليقات (0)