مفاوضات إطلاق عيدان ألكسندر: واشنطن تتجاوز نتنياهو وتكسر جمود المسار السياسي مع حماس

profile
  • clock 14 مايو 2025, 8:12:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عيدان ألكسندر

إعداد: رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

في سابقة دبلوماسية خطيرة تفتح أبواباً جديدة وتغلق أخرى، أجرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاوضات مباشرة مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الجندي الأميركي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر، دون إبلاغ الحكومة الإسرائيلية مسبقاً. هذه المبادرة، التي كُشف عنها في مقال تحليلي للخبير العسكري رون بن يشاي عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تحمل في طياتها رسائل سياسية وأمنية معقدة، تتجاوز مسألة استرداد رهينة إلى إعادة رسم خطوط التأثير الإقليمي.

واشنطن تتقدم وحدها: كسر الجليد مع حماس

بحسب المقال، فإن الإدارة الأميركية، وبإشراف مباشر من ترامب ومستشاريه ويتكوف وآدم بوهلر، اختارت تجاوز إسرائيل وفتح قناة اتصال مباشرة مع حماس، وهو ما اعتبره الكاتب منحاً للحركة شرعية سياسية ضمنية، وفرصة نادرة لـ"مناورة مباشرة" مع القوة الدولية الأكبر، خارج مظلة تل أبيب.

انعدام الثقة بالحكومة الإسرائيلية

خطوة واشنطن لم تكن مفاجئة بالكامل، لكنها تعكس انعدام ثقة عميقاً بالإدارة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو، التي وصفها بن يشاي بأنها "عاجزة سياسياً ومحصورة بالخيار العسكري". ومع ذلك، يرى الكاتب أن صرخات الغضب داخل إسرائيل من "تجاهل الحليف الأميركي" مبالغ فيها، بل يُلمح إلى أن هذه المقاربة قد تخدم تل أبيب على المدى الطويل.

مركبات جدعون مقابل صفقة شاملة

المقال يشير إلى أن التقدير الأميركي يقوم على أن إنجاز صفقة أولية بإطلاق عيدان ألكسندر قد يكسر الجمود ويمهد لمسار سياسي متكامل: يشمل إطلاق بقية المخطوفين، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، وربما تشكيل حكومة جديدة في غزة لا تشمل حماس. البديل، بحسب الكاتب، هو عملية عسكرية موسّعة تحت مسمى "مركبات جدعون", تنطوي على مخاطرة كبيرة على حياة الرهائن والجنود.

ا خطوة تكتيكية أم انقلاب استراتيجي؟

إن ما نشهده ليس مجرد جولة تفاوض حول رهينة، بل تحوّل في قواعد اللعبة الإقليمية. تجاهل واشنطن لحكومة نتنياهو يعكس انهيار ثقة بين شريكين تاريخيين، بينما يُقدَّم لحماس دور تفاوضي مباشر، حتى وإن كان مؤقتاً أو محكوماً بسقف أميركي واضح.

لكن هذه المناورة محفوفة بالمخاطر: إذا فشلت المفاوضات أو استغلتها حماس للمراوغة والتسويف، فقد تُتهم واشنطن بإضعاف موقف حليفها الأمني الأول في الشرق الأوسط. أما إذا نجحت، فقد تكتب نهاية للمسار العسكري الحالي، وتفتتح صفحة تفاوضية جديدة لا تخلو من المساومات الصعبة.

من وجهة نظر المصلحة الإسرائيلية البحتة، فإن تجاهل البروتوكولات قد يكون مُهيناً، لكنه ربما كان ضرورياً لكسر الجمود. ويبقى السؤال الأهم: هل ما حدث استثناء تكتيكياً أم مؤشر على إعادة هيكلة عميقة في علاقة أميركا بإسرائيل وبـ"اللاعبين من غير الدول"؟ الإجابة، كما يقول ترامب: "سنرى ما سيحدث".

التعليقات (0)