تكبير الخط تصغير الخط

اعتبر محللون سياسيون أن صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، التي تمت دون علم مسبق لحكومة الاحتلال، تمثل تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وتكشف تراجعًا غير مسبوق في مكانة نتنياهو السياسية والدولية.

لقاء مكي: نجاح للدبلوماسية العربية وتضييق الخناق على نتنياهو

وقال الدكتور لقاء مكي إن الإفراج عن الجندي تمّ بترتيب دبلوماسي مشترك بين مصر وقطر بالتنسيق مع حركة حماس، ما أسهم في إحراج حكومة نتنياهو ودفعها إلى الزاوية، وأظهر رئيس وزراء الاحتلال وكأنه منفصل تمامًا عن مجريات الأحداث.

وأضاف مكي أن هذه الخطوة تقرب الوضع في غزة من مرحلة إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن نتنياهو بات في موقف لا يُحسد عليه، يشبه من يحمل حزامًا ناسفًا سياسيًا، فإن رضخ لضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنه ينتحر سياسيًا ويواجه مصيرًا قانونيًا مظلمًا، وإن واصل العناد والحرب، فإنه يخاطر بعداء أميركي قد يؤدي إلى تدخل مباشر ضده ويفرض انتخابات مبكرة في "إسرائيل".

وأكد مكي أن الدبلوماسية العربية أثبتت فاعليتها في تحريك المشهد، ويمكن أن يكون لها دور أكبر، خاصة إذا صحت الأنباء بشأن نية ترامب الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن صفقة شاملة مع السعودية، معتبرًا أن ذلك سيكون تحولًا مفصليًا في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

رامي أبو زبيدة: الشرعية تنتقل للمقاومة والتصدّع يضرب مؤسسات الاحتلال

من جهته، وصف الدكتور رامي أبو زبيدة الإفراج عن الجندي بأنه انكشاف غير مسبوق لحكومة نتنياهو، معتبرًا أن التفاهم المباشر بين واشنطن وحماس يعكس عمق الأزمة داخل مؤسسات القرار في تل أبيب.

وقال أبو زبيدة إن تصريحات قادة أمنيين إسرائيليين مثل آيزنكوت، لابيد، هليفي، جولان وحتى المحلل العسكري رون بن يشاي، تؤكد أن الاحتلال لم يعد الطرف المركزي في قضايا كان يحتكرها لعقود، وأنه فقد ثقة أقرب حلفائه.

واعتبر أن هذه الخطوة تمثل اعترافًا أميركيًا ضمنيًا بقدرة المقاومة على فرض معادلاتها الإقليمية، وتجريدًا تدريجيًا لحكومة الاحتلال من دورها في الوساطة والسيطرة الأمنية.

وختم أبو زبيدة بالقول:

"نحن أمام مشهد إقليمي جديد تتقدم فيه حماس إلى طاولة التفاوض، بينما تغرق حكومة نتنياهو في مستنقع العزلة والانقسام الداخلي."