هآرتس: فقط خروج الملايين إلى الشوارع واستبدال السلطة يمكنهما إنقاذنا

profile
  • clock 14 مايو 2025, 8:07:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هآرتس - يتسحاق بريك

بعد أن صادق المجلس الوزاري المصغّر (الكابينيت)، وبالإجماع، على خطط توسيع نشاط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تبرز، تلقائياً، أسئلة مصيرية تتعلق بالعواقب الكارثية المتوقعة من استمرار الحرب:

قد يُقتل مخطوفونا الأحياء داخل الأنفاق. وسيُقتل العديد من الجنود، وسيتعرض آخرون لإصابات خطِرة، وستستمر مواكب التشييع، مثلما اعتدنا في السنة ونصف السنة الأخيرتين.

لن نهزم "حماس"، لأن الجيش، في وضعه الحالي، غير قادر على حسم المعركة. وسنفقد في العالم أيضاً الذين ما زالوا يعتقدون أن "الجيش الإسرائيلي" جيش قوي. وسنخرج من الحرب بشعور من الإهانة والهزيمة، "نجرّ أذيال الخيبة"، تماماً مثلما خرج الجيش الأميركي من فيتنام وأفغانستان، وسنفقد ما تبقى من قوة ردع لدينا.

في ظلّ فشلنا، سيرفع الحوثيون، والإيرانيون، والأتراك، والسوريون، وحزب الله، و"حماس"، رؤوسهم بقوة أكبر، وسنجد أنفسنا في حرب استنزاف مدمرة للدولة.

سنفقد علاقاتنا مع دول عديدة في العالم، ستواصل اتهامنا بارتكاب جرائم حرب.
سنفقد قدراتنا الاقتصادية، ولن يكون هناك مال لإعادة تأهيل الجيش وتوسيعه في ظلّ التهديدات المتصاعدة من كلّ الجهات، كذلك، لن تتوفر الأموال لإعادة إعمار بلدات الشمال والجنوب، التي لم يعد سكانها، في معظمهم، إلى منازلهم بعد، وستواصل منظومات التعليم والصحة الانهيار، بينما سيشهد البلد هجرةً للأدمغة.

إن ضُعفنا سيجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفقد اهتمامه بنا، مثلما يحدث حالياً، والأسوأ من ذلك أن مَن سيخلفه ربما سيكون من الحزب الديمقراطي، وقد يتنصل من دعم إسرائيل، لا بل يوقف المساعدات المقدَّمة لها.

وسيرتفع الانفجار الاجتماعي في إسرائيل إلى مستوى جديد، وستتحطم القدرة الوطنية على الصمود، ولن يفصل بين الوضع الاجتماعي السيئ القائم وبين الحرب الأهلية سوى شعرة.

هذا كلّه متوقع لأن قادتنا غير عقلانيين، وبعضهم يحمل فكراً مسيانياً، وهم منفصلون عن الواقع، ويستخدمون الجيش كأداة لخدمة مصالح ضيقة تخص السلطة، على حساب أمن الدولة.

ولسوء حظنا، يترأس الجيش اليوم رئيس أركان ضعيف ينفّذ أوامرهم، ولا يملك الشجاعة لمواجهتهم بالحقيقة، ويشرح لهم الوضع الحقيقي والهشّ للجيش الذي يواصل التدهور. أيضاً ليس لديه القدرة على مطالبة القيادة السياسية بوقف القتال الذي لا طائل منه، والانتقال فوراً إلى إعادة بناء الجيش والدولة في مواجهة تهديدات أخطر بأضعافٍ مضاعفة من تهديدات "حماس".

نحن شعب من السذّج. يُساء استغلالنا، ولا نعرف كيف نتمسك بموقفنا.
لا تظنوا أن التغيير سيأتي من فوق؛ فقط، إذا نهض الشعب الذي يتوق إلى الحياة (بعد أن أسّس دولة مزدهرة، بعد ألفَي عام من المنفى)، وخرج إلى الشوارع، فسيأتي التغيير. فقط خروج الملايين إلى الشوارع، واستبدال السلطة، يمكنهما إنقاذنا من التهديد الوجودي الداخلي الذي نعيشه اليوم.

ليس مهماً أيّ نوع من الحكم سيُنتخب (يميني، وسطي، يساري، أو حكومة طوارئ وطنية) لاستبدال الجماعة الهاذية التي تدير دولتنا حالياً، فأيّ حُكم ديمقراطي سيكون أفضل منها.
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)