تحالف استخباراتي غربي سرّي قدّم دعماً لإسرائيل في اغتيال فلسطينيين

profile
  • clock 14 مايو 2025, 8:12:14 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أفادت صحيفة ذي غارديان البريطانية في تقرير خاص أنّ وثائق رُفعت عنها السرية حديثًا كشفت عن وجود تحالف سري بين عدد من وكالات الاستخبارات الغربية، قام بتزويد "إسرائيل" بمعلومات استخباراتية غاية في الأهمية، مكّنت جهاز "الموساد" الإسرائيلي من تعقّب واغتيال فلسطينيين يُشتبه في تورطهم في هجمات جرت في أوروبا الغربية خلال أوائل سبعينيات القرن الماضي.

دعم من دون رقابة برلمانية
أشارت الصحيفة إلى أن هذا الدعم الاستخباراتي قُدِّم لإسرائيل دون أي نوع من الرقابة من قبل البرلمانات أو السياسيين المنتخبين في الدول الغربية المشاركة. وهو ما يثير تساؤلات حول مدى شرعية تلك الأنشطة، وطبيعة التفاهمات السرية التي جرت خلف الكواليس بعيدًا عن أعين المؤسسات الديمقراطية.

رد إسرائيلي على عملية ميونيخ
جاءت حملة الاغتيالات الإسرائيلية التي نفذها جهاز "الموساد" في أعقاب الهجوم الذي نفذه مسلحون فلسطينيون خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ بألمانيا في أيلول/سبتمبر 1972، والذي أسفر عن مقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا. في أعقاب هذا الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة اغتيالات استهدفت فلسطينيين قالت إنهم مرتبطون بـ "الإرهاب"، ونُفذت تلك الاغتيالات في عدة مدن أوروبية من بينها باريس، روما، أثينا، ونيقوسيا، كما قُتل ستة فلسطينيين آخرين في أماكن أخرى خلال ما تبقى من عقد السبعينيات.

عملية "غضب الله" مصدر إلهام سينمائي
وقد أُطلق على هذه الحملة الإسرائيلية اسم "عملية غضب الله"، والتي تحوّلت لاحقًا إلى مادة سينمائية تناولها فيلم "ميونيخ" من إخراج ستيفن سبيلبرغ عام 2005، ما ساهم في توسيع نطاق النقاش حول أبعاد هذه العملية وطبيعتها الأمنية والسياسية.

اكتشاف أدلة سرية في الأرشيف السويسري
أوضحت الصحيفة أن الدكتورة أفيفا غوتمان، وهي مؤرخة متخصصة في "الاستراتيجية والاستخبارات" في جامعة أبيريستويث، عثرت على أدلة دامغة تثبت وجود هذا التعاون الاستخباراتي الغربي مع إسرائيل، وذلك من خلال برقيات مشفّرة جرى العثور عليها في الأرشيف السويسري. وتُعتبر غوتمان أول باحثة تصل إلى تلك المواد التي ظلت طيّ الكتمان لعقود.

نظام "كيلووات" السري لتبادل المعلومات
وبيّن التقرير أنّ تلك البرقيات تم تبادلها عبر نظام سري لم يكن معروفًا من قبل، يُعرف باسم "كيلووات"، والذي أُسس في عام 1971 ليتيح لـ18 جهاز استخبارات من دول مختلفة — منها "إسرائيل"، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا، سويسرا، إيطاليا، وألمانيا الغربية — تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية فيما بينها.

وقد احتوت هذه البرقيات على معلومات خام حساسة، من بينها تفاصيل عن مواقع اختباء، مركبات آمنة، تحركات أفراد فلسطينيين تُصنّفهم إسرائيل كخطرين، بالإضافة إلى تحليلات استخباراتية وتكتيكات تعتمدها الجماعات الفلسطينية المسلحة.

معلومات دقيقة ومفصلة عن الأهداف
أكّدت الدكتورة غوتمان أن المعلومات المتبادلة عبر نظام "كيلووات" كانت شديدة الدقة، وشملت ربط أفراد بعمليات بعينها، إضافة إلى تفاصيل كان من شأنها أن توفر دعمًا كبيرًا للعمليات التي نفذها الموساد. وقالت: "كانت المعلومات دقيقة للغاية، تربط الأفراد بهجمات محددة، وتقدم تفاصيل من شأنها أن تكون ذات فائدة كبيرة".

الغرب كان على علم لاحقًا بالاغتيالات
كما أضافت غوتمان أنّه "من المحتمل أن المسؤولين الغربيين لم يكونوا على علم منذ البداية بالعمليات الإسرائيلية التي استُخدمت فيها هذه المعلومات"، لكن مع تزايد التقارير الإعلامية وظهور أدلة جديدة، أصبح من الواضح تدريجيًا ما كان يجري. وأردفت مؤكدة: "حتى إن بعض الأجهزة الغربية كانت تشارك نتائج تحقيقاتها الخاصة حول تلك الاغتيالات مع جهاز الموساد، وهو الجهاز الذي يُرجّح بقوة أنه تولى تنفيذ هذه العمليات".

التعليقات (0)