معاريف: موقف الرئيس ترامب يعزز مؤشرات تفكك حكومة نتنياهو

profile
  • clock 13 مايو 2025, 12:15:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
موقف الرئيس ترامب يعزز مؤشرات تفكك حكومة نتنياهو

معاريف - الكاتب الاسرائيلي افرايم غانور

نهاية الحكومات في "إسرائيل" تبدأ بالتفكك الداخلي. هذه الحقيقة تعلمناها على مدى 77 من سنوات الدولة. هكذا وصلت حكومة مباي الأسطورية الى نهاية طريقها في 1977، هكذا سقطت حكومة الليكود بعد عصر مناحم بيغن وهكذا سقطت أيضا حكومة كديما برئاسة اهود أولمرت.

مؤشرات واضحة للتفكك تبدو هذه الأيام في حكومة نتنياهو

الصراعات الداخلية التي تترافق والتهديدات، كما رأينا وسمعنا مؤخرا بين يعقوب مردوغو، بوق ومقرب رئيس الوزراء نتنياهو وبين بضعة وزراء من الليكود كشفت ليس فقط سلوكا مشبوها كاجرامي، ظاهرا بل وهي مؤشرات واضحة لحكومة مريضة في مراحل تفكك أولى.

بالمقابل من المهم التشديد على أنه وان كان الحريديم يبثون أزمة حكومة قبل التفكك لكن من يعلق امالا بالحريديم وبقانون التملص كمن سيدفع الحكومة الى نهاية طريقها، مخطيء. الحريديم سيكونون آخر من يسقط الحكومة لانهم يعرفون بان كل حكومة أخرى تقوم هنا لن تمنحهم ابدا ما حصلوا ويحصلون عليه.

لعل هذا يفاجيء الكثيرين لكن من هو الأقرب لاسقاط حكومة نتنياهو هو بالذات رئيس الولايات المتحدة ترامب، الذي كان يعتبر حتى قبل ثلاثة اشهر في نظر نتنياهو ومرعييه “ملك المسيح” سيخلص الحكومة والدولة – في تحقيق “النصر المطلق” على حماس، في إعادة المخطوفين، والاهم، في تحييد ايران عن القدرة النووية، بالقوة او بالعقل. نتنياهو ومؤيدوه آمنوا بان ترامب سيعمل على “صفقة الالفية” التي ستجلب السعودية الى اتفاق هام جدا مع إسرائيل.

اما في الواقع فكل شيء معاكس، وعمليا يعمل ضد نتنياهو وحكومته التي تتورط في قصوراتها وانعدام الوسيلة لديها. في الواقع، يحشر ترامب نتنياهو في الزاوية بل ويعمل من خلف ظهره، يطبق ويدفع قدما بخطوات تتعارض ومصالح إسرائيلية هامة. وعلى ما يبدو الأسوأ لا يزال امامنا.

ترامب الذي سيعود لزيارته المرتقبة الى السعودية، قطر وأبو ظبي سيكون ترامب آخر اقل انصاتا بكثير لمشاكل إسرائيل.

وهكذا سيحتدم وضع هذه الحكومة واساسا وضع رئيسها الذي وعد بالكثير جدا قبل الانتخابات الأخيرة. اليوم، حكومته لا تؤدي مهامها وهي تعمل على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في الوقت الذي يراكم فيه رجال الاحتياط مئات من أيام الخدمة، بعد اكثر من سنة ونصف من حرب لا نرى نهايتها. إضافة الى الحرب والى موضوع المخطوفين، توجد على عتبة رئيس الوزراء مشاكل ثقيلة الوزن كل واحدة منها فيها ما يؤدي الى اسقاط هذه الحكومة: غلاء المعيشة، صفقة الأمريكيين مع ايران، الوضع الاقتصادي المحتدم، قضية قطر غيت التي يتورط فيها مكتب نتنياهو وغيرها. لكل هذا يتصدى في هذه الساعات نتنياهو، الذي يدير معركة أخيرة على مستقبل حكومته وعلى مستقبله. مؤشرات التفكك كفيلة بان تدفع نتنياهو لان يعتزل الحياة السياسية ويصل الى صفقة إقرار بالذنب. 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)