هل من أفق جديد لمسار الحوار الليبي؟

مصر – الجزائر – تونس: لقاء ثلاثي في القاهرة لبحث الملف الليبي وإحياء مسار الحوار

profile
  • clock 31 مايو 2025, 1:17:38 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

متابعة: محمد خميس

لقاء ثلاثي في القاهرة: جهود عربية لإحياء المسار الليبي

في خطوة تعكس تنسيقًا عربيًا متصاعدًا لحلحلة الأزمة الليبية المستمرة، عقدت كل من مصر والجزائر وتونس لقاءً ثلاثيًا في العاصمة المصرية القاهرة، تمحور حول آليات دفع مسار الحل السياسي في ليبيا وإعادة إحياء الحوار بين الفرقاء الليبيين. هذا اللقاء يأتي في توقيت دقيق، حيث يواجه الملف الليبي حالة من الجمود وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية.

تشاور عربي في لحظة حرجة

يحمل هذا اللقاء الثلاثي دلالات مهمة، أبرزها محاولة الدول الثلاث إعادة إحياء الزخم السياسي لحل الأزمة الليبية من الداخل العربي. فقد شدد المشاركون على ضرورة تفعيل الحلول الليبية – الليبية، ورفض التدخلات الخارجية التي تعيق التوصل إلى توافق وطني شامل. من جهة أخرى، يعكس هذا الاجتماع رغبة في تجاوز الانقسامات السياسية وإعادة اللحمة إلى الأطراف الليبية المتصارعة.

الدور المصري – الجزائري – التونسي: محورية الجوار في الحل

من الجدير بالذكر أن الدول الثلاث تمتلك علاقات جغرافية وتاريخية عميقة مع ليبيا، ما يجعلها في موقع مميز للتأثير في مسار الحل. وتُعد مصر من أبرز الداعمين للمؤسسات الرسمية في شرق ليبيا، في حين تحافظ الجزائر وتونس على موقف أكثر توازناً، يدعو إلى الحوار والانفتاح بين جميع الأطراف. هذا التباين قد يتحول إلى عنصر إيجابي إذا ما استُثمر في رعاية مبادرة حوار وطني شامل.

هل من أفق جديد لمسار الحوار الليبي؟

في ضوء الجمود السياسي الذي تشهده ليبيا منذ سنوات، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن فعلاً إحياء مسار الحوار الليبي؟ يرى مراقبون أن هناك فرصاً واقعية إذا ما توافرت الإرادة السياسية الإقليمية والدولية، خصوصاً مع تراجع الزخم العسكري في البلاد، وازدياد ضغوط الشارع الليبي من أجل حل ينهي حالة الانقسام والفوضى.

ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، أبرزها ضعف الثقة بين الفرقاء الليبيين، وتداخل الأجندات الخارجية، بالإضافة إلى هشاشة المؤسسات السياسية والعسكرية في الداخل. من هنا، فإن نجاح أي مسار تفاوضي يتطلب ضغوطًا وضمانات حقيقية من قبل الدول الراعية، وعلى رأسها مصر والجزائر وتونس.

أهمية هذا التحرك العربي في الوقت الراهن

توقيت اللقاء يعكس إدراكًا عربيًا مشتركًا بأن استمرار الفراغ السياسي في ليبيا قد يهدد الأمن الإقليمي، لا سيما في ظل عودة نشاط الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والهجرة غير النظامية. وعليه، فإن توحيد الجهود الإقليمية من شأنه أن يعزز من فرص التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة.

تحرك عربي… ولكن بشروط

يبقى الأمل قائماً في أن يُسفر هذا التشاور الثلاثي عن خطوات عملية لإطلاق حوار شامل يضم كل القوى الليبية دون إقصاء. فاستقرار ليبيا لا يخدم فقط شعبها، بل هو عنصر حيوي في استقرار شمال إفريقيا والمنطقة العربية ككل.

ولتحقيق ذلك، من الضروري أن تُترجم النوايا الحسنة إلى مبادرات ملموسة، تبدأ بإعادة الثقة بين الأطراف، وتنتهي ببناء مؤسسات شرعية موحدة قادرة على قيادة البلاد نحو مستقبل مستقر وآمن.

التعليقات (0)