تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة جديدة تعزز المسار الدولي نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، أعربت جمهورية مصر العربية عن ترحيبها بإعلان رئيس وزراء المملكة المتحدة نيته الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، معتبرةً ذلك تطورًا إيجابيًا في دعم القضية الفلسطينية العادلة، وخطوة تنسجم مع حل الدولتين.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، أن مصر تُرحب بهذا التوجه البريطاني، وتراه إشارة واضحة على التحول الإيجابي في المواقف الدولية، خاصة من جانب القوى الكبرى، تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير.

دعم كامل لمسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وشدد البيان المصري على الدعم الكامل الذي تقدمه القاهرة لمسار التوسع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره عنصرًا حاسمًا في إنقاذ عملية السلام من الجمود المستمر منذ سنوات. كما أكدت مصر أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس فقط خطوة رمزية، بل هو حق قانوني وإنساني وسياسي للشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعدًا كبيرًا في الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والانتهاكات المتكررة بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي دفعت العديد من الدول لإعادة النظر في مواقفها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

القاهرة: ندعو الدول الأخرى لحذو الخطى البريطانية والفرنسية

وفي نفس السياق، حثّت مصر الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية على أن تحذو حذو بريطانيا وفرنسا، اللتين أعلنتا مؤخرًا نواياهما أو قراراتهما الرسمية بهذا الخصوص. ووصفت القاهرة تلك الخطوات بأنها "تحركات في الاتجاه الصحيح" من شأنها أن تعزز فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وتُعد مصر من أوائل الدول العربية التي دعمت القضية الفلسطينية منذ بدايتها، ولعبت دورًا محوريًا في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، والمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار العقود الماضية.

الاعتراف الدولي: رافعة سياسية لحل الدولتين

وبحسب محللين سياسيين، فإن اعتراف الدول الكبرى بالدولة الفلسطينية يمثل رافعة سياسية قوية لدفع المجتمع الدولي نحو إنهاء الاحتلال والعودة إلى مسار المفاوضات، استنادًا إلى المرجعيات الدولية، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، وقرارات مجلس الأمن، واتفاقيات أوسلو.

ويشير مراقبون إلى أن تحرك بريطانيا نحو الاعتراف بفلسطين يأتي بعد ضغوط سياسية داخلية وخارجية، وتغير في الرأي العام العالمي، خاصة في ظل الصور والمشاهد المؤلمة القادمة من غزة والضفة الغربية. كما أن هذا التحول يعبّر عن إدراك متزايد بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.

مصر تؤكد: لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة

أكدت مصر أن أي جهد لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط لا يمكن أن يُكتب له النجاح دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وجددت القاهرة دعوتها إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والعمل على إنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

وشددت الخارجية المصرية على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يترافق مع خطوات فعلية على الأرض، تشمل وقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة ووقف التهجير القسري والانتهاكات المستمرة في القدس والضفة الغربية.

موقف عربي موحّد يلوح في الأفق

مع تزايد الاعترافات الدولية، يبدو أن هناك حراكًا عربيًا موحدًا لتعزيز الضغط الدبلوماسي على الدول الغربية لدعم فلسطين. حيث من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة مزيدًا من التحركات السياسية والبيانات المشتركة التي تطالب بإنهاء الاحتلال، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية كشرط أساسي لأي استقرار إقليمي مستقبلي.