-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
مستوطنون يستأنفون تجريف أراضي الفلسطينيين بقرية أم الخير جنوب الخليل
الانتهاكات الاستيطانية في الضفة الغربية
مستوطنون يستأنفون تجريف أراضي الفلسطينيين بقرية أم الخير جنوب الخليل
-
18 أغسطس 2025, 3:13:14 م
-
413
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
استأنف المستوطنون الإسرائيليون، اليوم، عمليات تجريف أراضي الفلسطينيين في قرية أم الخير الواقعة جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية، في خطوة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم. تأتي هذه الأعمال ضمن سياسة التوسع الاستيطاني غير القانوني التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي تسببت في ضغوط كبيرة على السكان المحليين وأثرت على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
تفاصيل تجريف أراضي أم الخير
ذكرت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال الإسرائيلي عادت إلى أراضي قرية أم الخير، وشرعت في تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مستهدفة الأراضي التي يملكها أهالي القرية منذ عقود طويلة. وأوضحت المصادر أن الأراضي المتضررة تستخدم بشكل رئيسي للزراعة وإنتاج المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها السكان المحليون في معيشتهم اليومية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد فترة قصيرة من محاولات سابقة لتوسيع المستوطنات في المنطقة، مما يعكس استمرار الاحتلال في تهويد الأرض الفلسطينية والسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الزراعية والتاريخية.
أثر التجريف على السكان الفلسطينيين
يتعرض أهالي قرية أم الخير لضغوط متزايدة نتيجة استمرار عمليات التجريف، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على مصادر رزقهم الزراعية ويزيد من معاناتهم الاقتصادية. ويواجه السكان صعوبة في الوصول إلى أراضيهم أو زراعتها بسبب القيود الإسرائيلية والممارسات الاستيطانية.
وبحسب السكان المحليين، فإن هذه السياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين تدريجياً وحرمانهم من أراضيهم، بما يتماشى مع استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وتعتبر الأراضي الزراعية بالنسبة للفلسطينيين مصدر رزق رئيسي، لذلك فإن فقدانها يؤثر على الأمن الغذائي للسكان المحليين ويزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على العائلات.
الانتهاكات الاستيطانية في الضفة الغربية
تأتي عملية تجريف أراضي أم الخير ضمن سياق أوسع من الانتهاكات الاستيطانية في الضفة الغربية، حيث يواصل المستوطنون توسيع المستوطنات القائمة واحتلال أراض جديدة، بمساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توفر الحماية لهذه العمليات وتمنع الفلسطينيين من التصدي لها.
ويشير خبراء إلى أن استمرار التوسع الاستيطاني يشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين ويزيد من صعوبة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967. كما أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم وممتلكاتهم.
ردود الفعل الفلسطينية والدولية
أدانت الجهات الفلسطينية الرسمية والشعبية، بما في ذلك بلدية الخليل ومؤسسات المجتمع المدني، هذه الأعمال الاستيطانية، مؤكدة أنها تعد تصعيداً خطيراً ينذر بتفاقم التوترات في المنطقة. وطالبت هذه الجهات المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية بالتدخل الفوري لإيقاف التجريف وحماية حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
كما أعربت منظمات دولية عن قلقها العميق إزاء هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أن استمرار التوسع الاستيطاني يقوض جهود السلام والاستقرار في الضفة الغربية، ويزيد من معاناة السكان المدنيين، خصوصًا في القرى الصغيرة مثل أم الخير التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.
السياق التاريخي لقرية أم الخير
تقع قرية أم الخير جنوب مدينة الخليل وتتميز بأراضي زراعية خصبة يعتمد عليها السكان المحليون منذ أجيال في إنتاج المحاصيل الزراعية، بما في ذلك الزيتون والحبوب والخضروات. وقد تعرضت القرية خلال السنوات الماضية لعدة محاولات استيطانية، إلا أن استمرار عمليات التجريف الأخيرة يمثل تصعيداً خطيراً يهدد مستقبل القرية واستدامة الحياة الزراعية فيها.
ويعتبر الأهالي أن الحفاظ على الأراضي الزراعية ليس مجرد مسألة اقتصادية، بل جزء من الهوية الفلسطينية والتاريخية للقرية، وهو ما يجعل أي تجريف للأراضي يمثل انتهاكاً لموروثهم الثقافي والاجتماعي.
تستمر سياسات التوسع الاستيطاني وتجريف الأراضي الفلسطينية في قرية أم الخير جنوب الخليل، مما يعكس استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأرض وتهجير السكان. وتظهر هذه الانتهاكات الحاجة الملحة لتدخل دولي فعال لحماية حقوق الفلسطينيين، ووقف الممارسات الاستيطانية التي تهدد استقرار الضفة الغربية ومستقبل التسوية السلمية.
يبقى الوضع في أم الخير مثالاً على التحديات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون في الدفاع عن أراضيهم ومصادر رزقهم، ويؤكد على ضرورة تكثيف الجهود المحلية والدولية لحماية حقوق السكان المدنيين ومنع استمرار الانتهاكات.
.jpeg)








