-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
أزمة نقص الجنود تدفع جيش الاحتلال للبحث عن مجندين من يهود الخارج
أزمة نقص الجنود تدفع جيش الاحتلال للبحث عن مجندين من يهود الخارج
-
18 أغسطس 2025, 11:45:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
يواجه جيش الاحتلال أزمة متفاقمة في صفوفه بسبب النقص الحاد في عدد الجنود، حيث تُقدّر الفجوة بما بين 10 آلاف و12 ألف جندي. إذاعة جيش الاحتلال كشفت الاثنين عن دراسة لخطط جديدة تقضي بالتوجه إلى المجتمعات اليهودية في الخارج، من أجل تشجيع الشبان اليهود على الالتحاق بالخدمة العسكرية في إسرائيل.
وبحسب الإذاعة، فإن غياب التحاق الحريديم (اليهود المتدينين) بالخدمة العسكرية يُفاقم الأزمة، إذ يرفض هؤلاء الانخراط في الجيش بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، ويرون أن الخدمة تمثل تهديداً لهويتهم الدينية. ومع أنهم يشكلون نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم قرابة 10 ملايين نسمة، فإن نفوذهم السياسي يحميهم من أي إلزام بالخدمة، وهو ما يثير جدلاً واسعاً في الشارع الإسرائيلي.
هذا الواقع يدفع الجيش، كما تقول المصادر، إلى محاولة استنفاد كل البدائل المتاحة، وفي مقدمتها استقطاب مجندين من الخارج، على أمل أن يسد ذلك جزءاً من العجز الكبير في صفوفه.
خلافات حول الحريديم
مسألة إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية تشكل واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام داخل إسرائيل، إذ يرفض قطاع واسع من أحزاب المعارضة والائتلاف الحاكم توجهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو سن قانون يضمن استمرار إعفائهم. ويرى معارضو هذه السياسة أنها تمثل شكلاً من أشكال التمييز، إذ يتحمل بقية المجتمع عبء التجنيد بينما يظل المتدينون بعيدين عنه.
أما في صفوف الجيش، فتبدو الصورة أكثر قتامة، إذ يؤكد مسؤولون كبار – نقلت عنهم الإذاعة – أن الخطة الجديدة تسعى إلى جلب ما لا يقل عن 700 جندي إضافي سنوياً من يهود الخارج، خاصة من المجتمعات الكبيرة في الولايات المتحدة وفرنسا، في محاولة لتعويض العجز المزمن.
استنزاف داخلي واعتراف بالأزمة
الجيش الإسرائيلي يعاني بالفعل من تدهور قدراته البشرية والمادية مع طول أمد العدوان على قطاع غزة. تقارير سابقة لصحيفة "معاريف" العبرية في يوليو الماضي أكدت أن الجيش اعترف للمرة الأولى بمدى الاستنزاف الكبير في صفوفه، مقدراً أنه يفتقر إلى نحو 7500 جندي على الأقل.
كما تحدث قادة كتائب عن الأعباء الثقيلة الملقاة على الجنود، مشيرين إلى أن الكثيرين أبدوا رغبتهم في التقاعد المبكر نتيجة الإرهاق النفسي والجسدي. وتؤكد تقارير ميدانية أن أعداداً متزايدة من جنود الاحتياط يعانون من الاكتئاب واضطرابات نفسية حادة بسبب ظروف القتال القاسية في غزة.
إبادة متواصلة في غزة
الأزمة الداخلية التي يعانيها الجيش الإسرائيلي تأتي في سياق عدوان متواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة. هذا العدوان خلّف حصيلة مأساوية تجاوزت 61,944 شهيداً و155,886 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.
إلى جانب القصف والدمار، تسبب الاحتلال في كارثة إنسانية غير مسبوقة تمثلت في مجاعة أزهقت أرواح 258 شخصاً بينهم 110 أطفال، وهو ما يجعل ما يجري في غزة يُصنَّف كإبادة جماعية مكتملة الأركان. ورغم هذه النتائج الكارثية، فإن الجيش الإسرائيلي يجد نفسه غارقاً في أزمة داخلية عميقة تتمثل في نقص الجنود والاستنزاف المستمر، ما يدفعه اليوم إلى محاولة استدعاء دماء جديدة من يهود الشتات لتغطية عجزه.










