-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
عاجل: بن غفير يحذر نتنياهو من التهاون مع حماس ويؤكد ضرورة هزيمتها
الأبعاد السياسية للتصريحات
عاجل: بن غفير يحذر نتنياهو من التهاون مع حماس ويؤكد ضرورة هزيمتها
-
18 أغسطس 2025, 3:22:52 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بن غفير
محمد خميس
أطلق أفغدور بن غفير، وزير الأمن الإسرائيلي والمستشار السياسي المعروف بمواقفه الصارمة تجاه حركة حماس، تصريحات حادة خلال الأيام الماضية، مؤكداً أن أي تسوية جزئية أو توقف للحرب دون هزيمة حماس سيكون بمثابة إضاعة فرصة هائلة للأجيال القادمة. وقال بن غفير في تصريحاته: "إذا استسلم نتنياهو لحماس وأوقف الحرب، فسيكون ذلك بكاء لأجيال وإضاعة فرصة هائلة".
تأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وسط محاولات دبلوماسية متقطعة لوقف إطلاق النار، ومخاوف من استمرار الخسائر البشرية والمادية في كلا الطرفين.
موقف بن غفير من الحرب على حماس
أكد بن غفير أن إسرائيل لديها الآن فرصة حقيقية لهزيمة حماس بشكل كامل، مشدداً على أن رئيس الوزراء نتنياهو ليس لديه تفويض بالذهاب إلى صفقة جزئية دون القضاء على الحركة بالكامل. ويأتي هذا التحذير بعد تجارب سابقة وصفها بن غفير بـ "الإخفاقات السياسية"، مشيراً إلى أن المفاوضات الجزئية أو التنازلات السابقة لم تحقق الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في مواجهة حماس.
ويؤكد المحللون أن موقف بن غفير يعكس التوجه الصارم داخل الحكومة الإسرائيلية تجاه التعامل مع حماس، ويركز على ضرورة عدم التوصل إلى اتفاقيات مؤقتة قد تسمح للحركة بالاستمرار في تطوير قدراتها العسكرية.
انتقاد نتنياهو بشأن الصفقة الجزئية السابقة
وأشار بن غفير إلى أن المرة السابقة شهدت إضاعتها لفرصة حقيقية بسبب عدم استجابة نتنياهو لتحذيرات الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترمب، الذي طلب إطلاق سراح الرهائن وإلا "ستفتح أبواب الجحيم". وقال بن غفير: "في المرة السابقة أضاع نتنياهو إنذار الرئيس ترمب الذي طلب إطلاق سراح الرهائن وإلا ستفتح أبواب الجحيم".
ويعكس هذا الانتقاد وجود تباين واضح في وجهات النظر داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن طريقة التعامل مع حماس، بين التوجه العسكري الصارم الذي يطرحه بن غفير، والتوجه السياسي الذي يسعى أحياناً إلى التوصل إلى حلول جزئية أو اتفاقيات تهدئة.
الأبعاد السياسية لتصريحات بن غفير
تأتي تصريحات بن غفير في سياق التوترات السياسية الداخلية في إسرائيل، حيث يسعى بعض أعضاء الحكومة إلى الضغط على نتنياهو لتبني موقف أكثر صرامة تجاه حماس، بينما يرى آخرون أن الحلول الجزئية قد تكون ضرورة لحماية المدنيين وتقليل الخسائر البشرية.
ويشير خبراء إلى أن تصريحات بن غفير تهدف أيضاً إلى رفع سقف الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، وإرسال رسالة واضحة بأن الحكومة الإسرائيلية لن تتهاون في مواجهة ما يعتبرونه تهديداً للأمن القومي، وأن أي اتفاق جزئي مع حماس سيكون غير مقبول من قبل بعض القوى داخل الحكومة.
التأثير على الوضع العسكري في غزة
يأتي هذا التوتر السياسي في وقت يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً مستمراً، مع تنفيذ حركات المقاومة الفلسطينية عمليات محدودة ضد المواقع الإسرائيلية. ويرى المحللون أن استمرار التصعيد العسكري يفرض ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرارات عاجلة، سواء بالتصعيد العسكري أو التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار.
وأكد بن غفير أن أي تنازل عن أهداف الحرب دون القضاء على حماس سيُفسر داخلياً وخارجياً على أنه ضعف، مما قد يؤدي إلى زيادة قدرة حماس على التفاوض والضغط مستقبلاً. ويشير هذا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواجه اختياراً صعباً بين الحسم العسكري والسياسة التفاوضية.
ردود الفعل الداخلية والخارجية
أثارت تصريحات بن غفير ردود فعل متباينة داخل إسرائيل وخارجها. ففي الداخل، هناك من يرى أن الحسم العسكري الكامل مع حماس قد يضعف قدرة الحركة على إعادة تشكيل نفسها مستقبلاً، بينما يعتقد آخرون أن التهاون قد يؤدي إلى استمرار الصراع لفترات أطول وزيادة الخسائر البشرية والمادية.
وعلى المستوى الدولي، قد تنظر بعض الدول والهيئات الحقوقية إلى التصريحات باعتبارها تصعيداً جديداً قد يزيد من حدة النزاع ويؤثر على المدنيين في غزة، خاصة في ظل الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار والتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة.
تؤكد تصريحات أفغدور بن غفير على حجم الانقسام السياسي داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن التعامل مع حماس، وتسلط الضوء على التوتر بين التوجه العسكري الصارم والتوجه التفاوضي الجزئي. ومع استمرار الصراع في غزة، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية أمام اختيار حاسم بين الحسم العسكري الكامل أو التوصل إلى اتفاقيات مؤقتة قد لا تحقق الأمن الكامل.
تبقى تصريحات بن غفير بمثابة تحذير واضح لرئيس الوزراء نتنياهو وللمجتمع الدولي على حد سواء، بأن أي تهاون أو تسوية جزئية قد تعتبر "إضاعة فرصة هائلة" وقد تؤثر على أجيال مقبلة، وفق قوله. وتعكس هذه التصريحات الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ موقف حاسم تجاه حماس، مع مراعاة المخاطر الإنسانية والسياسية المحتملة.

.jpeg)






