تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أصدرت المحكمة الثورية في قطاع غزة، التابعة لهيئة القضاء العسكري، اليوم الأربعاء، قرارًا بإمهال المتهم ياسر جهاد منصور أبو شباب، البالغ من العمر 35 عامًا، عشرة أيام لتسليم نفسه إلى السلطات المختصة، تمهيدًا لمحاكمته بتهم وصفت بـ"الخطيرة"، تشمل الخيانة والتخابر وتشكيل عصابة مسلحة.

تُهم خطيرة بموجب القوانين العسكرية

جاء القرار استنادًا إلى أحكام قانون العقوبات الفلسطيني رقم 16 لسنة 1960، وقانون الإجراءات الثورية لعام 1979، حيث يواجه المتهم تهمًا تشمل:

الخيانة والتخابر مع جهات معادية (المادة 131)

تشكيل عصابة مسلحة (المادة 176)

العصيان المسلح (المادة 168)

وحددت المحكمة يوم 12 تموز/يوليو الجاري كحد أقصى لتسليم نفسه، محذّرة من أنه سيتم التعامل معه كـ"فارّ من وجه العدالة" في حال عدم امتثاله، وستُباشر محاكمته غيابيًا.

تحذير لمن يتستر أو يمتنع عن الإبلاغ

شددت المحكمة على أن كل من يتستر على المتهم أو يمتنع عن الإبلاغ عنه، سيُعد شريكًا في الجريمة، ويُعرض نفسه للمساءلة القانونية وفق التشريعات المعمول بها في القطاع.

خلفية أمنية متوترة: اشتباكات مع "حماس" واتهامات بالتنسيق مع الاحتلال

تزامن القرار مع توترات أمنية واشتباكات مسلحة اندلعت خلال الأسابيع الماضية بين عناصر من حركة "حماس" ومجموعة مسلحة يتزعمها أبو شباب، تُعرف باسم "القوات الشعبية"، وتتمركز في المناطق الشرقية من مدينة رفح، قرب مناطق تمركز الاحتلال المتوغل.

وأعلنت "حماس" سابقًا مقتل عدد من أفراد هذه المجموعة، بينما زعم أبو شباب عبر قنواته أنه يحتجز عددًا من عناصر "حماس" ويجري التحقيق معهم.

أبو شباب يروّج لعودة المدنيين بدعم إسرائيلي

وبرز اسم أبو شباب مؤخرًا بعد دعوات وجهها لسكان شرقي رفح بالعودة لمنازلهم عبر تنسيق مباشر معه، وسط ادعاءات بقيامه بإنشاء "إدارات محلية" لتنظيم الحياة هناك، في ما يُعتقد أنه بدعم مباشر من الاحتلال الإسرائيلي.

كما نشرت صفحات تابعة لجماعته صورًا توثق قيامه بنصب خيام لإيواء العائلات، وتوزيع مساعدات غذائية، في محاولة لإظهار نفوذه على الأرض.

القضية تتجاوز الإطار الجنائي.. وتحمل أبعادًا أمنية خطيرة

يثير تحرّك المحكمة الثورية، في ظل هذه الظروف، مخاوف من تصعيد أمني أوسع، في وقت تتهم فيه السلطات في غزة ياسر أبو شباب بالمشاركة في مشروع تفتيتي مدعوم من الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي في القطاع، واستغلال حالة الحرب والعدوان المستمر.