د. الدليمي في تصريحات لـ"180 تحقيقات"

محاكمة نتنياهو والضغط المزدوج: الفساد في قاعة المحكمة وحرب غزة في الميدان

profile
  • clock 5 يونيو 2025, 3:47:53 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
د. الدليمي

خاص موقع 180 تحقيقات

المرحلة الحاسمة لمحاكمة نتنياهو: الاستجواب المضاد يشتد

دخلت جلسات محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم الفساد مرحلة شديدة الحساسية، مع انطلاق الاستجواب المضاد من قبل الادعاء العام. ويأتي ذلك في توقيت بالغ التعقيد، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يزيد من الضغوط السياسية والقانونية على نتنياهو وائتلافه الحاكم.

وفي حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"، أكد الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، أن المحاكمة الجارية قد تترك تأثيرًا كارثيًا على مستقبل نتنياهو السياسي، لاسيما في ظل السياقات المتداخلة والمتفجرة التي تحيط بالمشهد الإسرائيلي حاليًا.

حرب غزة ومذكرة الجنائية الدولية: طوق ضغوط مزدوج

لا تتوقف التحديات عند أبواب قاعة المحكمة، بل يمتد أثرها إلى ساحة المواجهة العسكرية في غزة، حيث تتهم الحكومة الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات جسيمة قد تترتب عليها مساءلات دولية. ومن أبرز تلك التهديدات، ما يتردد عن نية المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال محتملة بحق نتنياهو، الأمر الذي من شأنه أن يُقيد تحركاته الدولية ويعمّق من عزلته السياسية.

هذه المستجدات، كما يوضح الدكتور الدليمي، تدفع باتجاه تآكل الثقة الداخلية والخارجية في شخص نتنياهو، وتُغذي الانقسامات المتصاعدة في الشارع الإسرائيلي، وداخل الائتلاف الحاكم نفسه.

لجنة تحقيق حول 7 أكتوبر: خطر جديد يهدد بقاء نتنياهو

إضافة إلى ملفات الفساد المعقدة، تتزايد الدعوات في الداخل الإسرائيلي لتشكيل لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات أحداث 7 أكتوبر، والتي تُعدّ محطة فارقة في سجل الإخفاقات الأمنية والعسكرية.
ويرى مراقبون أن الاستجابة لهذا المطلب قد تمثل خطرًا سياسيًا مباشرًا على نتنياهو، وقد تدفعه إلى خيارات قسرية، مثل التنحي أو التوصل إلى صفقة سياسية يتخلى فيها عن منصبه مقابل إسقاط بعض التهم.

الائتلاف الحاكم يتصدّع والمعارضة غير جاهزة

ورغم كل هذه التحديات، لا تزال المعارضة الإسرائيلية تعاني من ضعف تنظيمي وانقسام داخلي، يجعلها غير قادرة حتى الآن على استثمار الأزمة بالشكل الكافي لإسقاط نتنياهو.

ومع ذلك، يشهد الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو تصدعات متزايدة، أبرزها الخلافات مع الأحزاب الدينية المتشددة بشأن قانون التجنيد، ما يزيد من احتمالات تفكك الحكومة الحالية والدعوة إلى انتخابات مبكرة في حال فقدان الأغلبية البرلمانية.

الثقة تتآكل والنظام الحاكم في مهب الريح

إن استمرار محاكمة رئيس الوزراء وهو في منصبه يثير تساؤلات جدية حول استقرار النظام السياسي الإسرائيلي وقدرته على إدارة الأزمات. كما أن الرأي العام بات أكثر انقسامًا، خاصة في ظل تراجع ثقة الشارع بالحكومة الحالية.

ويلفت الدكتور الدليمي إلى أن مستقبل حكومة نتنياهو أصبح على المحك، حيث تقف بين مطرقة القضاء وسندان السياسة، في ظل فقدان السيطرة على زمام الأمور في أكثر من ملف.

هل اقتربت نهاية نتنياهو السياسية؟

في ضوء كل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن الضغوط المتراكمة على نتنياهو غير مسبوقة في تاريخ حياته السياسية، وأنه رغم محاولاته المستميتة للتمسك بالسلطة، إلا أن ملفاته القانونية، وتداعيات حرب غزة، ومخاطر العزلة الدولية، قد تؤدي في النهاية إلى نهاية حقبته السياسية، إذا ما اقتضت الضرورات الداخلية والخارجية للكيان الإسرائيلي ذلك.

التعليقات (0)