مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض تقييد صلاحيات ترامب العسكرية ضد إيران

profile
  • clock 28 يونيو 2025, 11:14:01 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مساء الجمعة، محاولةً قادها الديمقراطيون لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام مزيد من القوة العسكرية ضد إيران، في خطوة جاءت بعد ساعات قليلة فقط من إعلان ترامب أنه يدرس قصف إيران مجددًا. 

وصوّت المجلس بأغلبية 53 صوتًا مقابل 47 ضد مشروع قرار صلاحيات الحرب، الذي كان سيلزم الرئيس بالحصول على موافقة الكونغرس قبل تنفيذ أي أعمال عسكرية إضافية ضد طهران. وقد تميز التصويت بانقسام حزبي حاد، حيث صوت معظم الجمهوريين ضد القرار، فيما خالف السيناتور الديمقراطي جون فيترمان - المعروف بدعمه القوي لإسرائيل - موقف حزبه وصوّت بـ"لا" إلى جانب الجمهوريين، بينما صوّت السيناتور الجمهوري راند بول بـ"نعم" مع الديمقراطيين دعمًا للقرار.

دور تيم كين

ويقود هذا الجهد التشريعي السيناتور الديمقراطي تيم كين، الراعي الرئيسي لمشروع القرار، الذي يسعى منذ سنوات إلى استعادة سلطة الكونغرس في إعلان الحرب من أيدي الرؤساء. وأكد كين في خطابه قبل التصويت أن الدستور الأمريكي يمنح الكونغرس وحده صلاحية إعلان الحرب، موضحًا أن أي عملية عسكرية ضد إيران تتطلب تفويضًا صريحًا من الكونغرس، سواء بإعلان حرب رسمي أو بموافقة خاصة على استخدام القوة العسكرية. وقال كين: "إذا كنت تعتقد أنه يجب على الرئيس أن يأتي إلى الكونغرس، سواء كنت مؤيدًا أو معارضًا لحرب ضد إيران، فستدعم مشروع القرار، ستدعم الدستور الذي صمد أمام اختبار الزمن".

مطالب بمعلومات إضافية

ويأتي هذا التصويت في سياق تصاعد المطالب من المشرعين للحصول على معلومات إضافية حول الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت إيران فجر الأحد الماضي، إلى جانب تساؤلات حول مصير مخزونات اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، شن الرئيس ترامب هجومًا لفظيًا عنيفًا على المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معلنًا إلغاء خطط سابقة لرفع العقوبات عن إيران، ومشيرًا إلى أنه قد يفكر في قصف إيران مجددًا إذا وصلت مستويات تخصيب اليورانيوم إلى حدود مقلقة.

إحاطات سرية مغلقة

كما عقد فريق الأمن القومي للرئيس ترامب إحاطات سرية في مجلسي الشيوخ والنواب يومي الخميس والجمعة لشرح تفاصيل الضربات الأخيرة. إلا أن العديد من المشرعين الديمقراطيين خرجوا من هذه الجلسات المغلقة وهم يعبرون عن عدم اقتناعهم بأن الضربات الأمريكية قد "محَت" بالفعل المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، كما زعم ترامب في تصريحاته العلنية بعد الضربات.

موقف الجمهوريين الرافض

أما الجمهوريون المعارضون لمشروع القرار، فقد اعتبروا أن الضربة الأخيرة على إيران كانت عملية محدودة ومشروعة ضمن صلاحيات الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة، وليست بداية لحرب واسعة النطاق. وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي، الذي سبق أن شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليابان خلال ولاية ترامب الأولى، إن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يقيّد قدرة أي رئيس على التصرف بسرعة وفاعلية في مواجهة خصم خطير. وأضاف هاجرتي: "يجب ألا نقيد رئيسنا في خضم أزمة عندما تكون الأرواح على المحك".

محاولة سابقة فاشلة

تجدر الإشارة إلى أنه خلال ولاية ترامب الأولى في عام 2020، كان السيناتور تيم كين قد قدم مشروع قرار مماثل للحد من صلاحيات الرئيس الجمهوري في شن حرب ضد إيران. ورغم أن ذلك القرار تمكن حينها من الحصول على دعم بعض الجمهوريين وأُقر في مجلسي الشيوخ والنواب، إلا أنه فشل في نهاية المطاف في تجاوز حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه ترامب لإسقاطه.

التعليقات (0)