-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
د. عبدالرزاق الدليمي يكشف حقائق خطيرة عن الموروث الصاروخي العراقي
العقول العراقية: لبّ التطوير الإيراني
د. عبدالرزاق الدليمي يكشف حقائق خطيرة عن الموروث الصاروخي العراقي
-
28 يونيو 2025, 11:14:23 ص
-
565
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
موقع 180 تحقيقات
في حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"، سلّط الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي الضوء على ملف شديد الحساسية، يتمثل في استغلال إيران الممنهج للتركة العلمية والتكنولوجية الصاروخية العراقية بعد عام 2003، مؤكدًا أن ما يُعرف اليوم ببرنامج "فتاح" الإيراني ما هو إلا امتداد مباشر لبرنامج "أبابيل" العراقي الذي جرى نهبه عقب الاحتلال الأمريكي للعراق.
من صواريخ "أبابيل" إلى "فتاح": البداية عراقية والنهاية إيرانية
يشير د. الدليمي إلى أن صواريخ "أبابيل" بأنواعها (100، 200، 300)، والتي طورتها بغداد في التسعينيات، شكّلت قاعدة رادعة متقدمة من حيث الدقة والمدى، حيث استُخدمت فعليًا خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 في قصف إسرائيل، وسط عجز منظومة "باتريوت" الأمريكية عن التصدي لها.
ويضيف: "في محادثة خاصة مع قائد سلاح الصواريخ العراقي عام 1999، علمت أن العراق أطلق 43 صاروخًا وليس 39 كما يُشاع، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة وإسرائيل، ودفعهما إلى ملاحقة أسرار هذا البرنامج، خاصة بعد انشقاق حسين كامل".
نهب استراتيجي بعد 2003: كيف بدأت إيران الاستنساخ؟
عقب الغزو الأمريكي، كشف د. الدليمي أن إيران نفّذت عملية منظمة لسرقة البرنامج الصاروخي العراقي، بدعم من عناصر تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث تم نهب أكثر من 1800 صاروخ، إضافة إلى السيطرة على مخططات تقنية نادرة واختطاف العديد من العلماء والخبراء العراقيين.
ويؤكد: "ما جرى لم يكن مجرد سرقة معدات، بل تفكيك كامل للعقل الصاروخي العراقي وإعادة تشغيله في إيران".
"فتاح" الإيراني: إعادة إنتاج لصواريخ "أبابيل"؟
في عامي 2023 و2024، أعلنت طهران عن إطلاق صاروخي "فتاح‑1" و"فتاح‑2"، بمدى يفوق 1400 كم وسرعة تتجاوز 13 ماخ. وبينما سوّقت إيران هذه الصواريخ كإنجاز وطني، يكشف التحليل الفني تطابقًا كبيرًا في التصميم والمواصفات مع صواريخ "أبابيل‑300".
ويشير د. الدليمي إلى أن تقارير استخباراتية غربية سابقة أكدت حصول إيران على تصاميم عراقية متقدمة بعد الاحتلال، مما يجعل "فتاح" ليس ابتكارًا محليًا بل منتجًا مُعاد تصنيعه من مخزون بغداد العلمي والعسكري.
العقول العراقية: لبّ التطوير الإيراني
ويلفت الدكتور إلى أن إيران لم تكتفِ بسرقة المعدات، بل استقطبت نخبة من العلماء العراقيين بعد 2003، الذين لعبوا أدوارًا مركزية في:
تطوير تقنيات التوجيه والملاحة.
تحديث محركات الدفع وتصميم الرؤوس الحربية.
استكمال البحوث الفيزيائية والهندسية.
ويضيف: "من دون العقول العراقية، لم تكن إيران لتصل إلى صواريخ فرط صوتية. الواقع يُظهر أن هذه الإنجازات الإيرانية هي في الحقيقة بصمة عراقية منهوبة".
نتائج استراتيجية خطيرة: فتاح شاهد على سرقة دولة
يرى د. الدليمي أن ما حصل بعد 2003 يُعد أخطر عملية نهب علمي عسكري في تاريخ الشرق الأوسط، مؤكدًا:
أن إيران لم تبدأ من الصفر بل ورثت برنامجًا جاهزًا من العراق.
أن غياب الدولة العراقية بعد الغزو سمح بنهب غير مسبوق لإرثها الاستراتيجي.
أن "فتاح" يمثّل برهانًا على السطو، أكثر من كونه رمزًا للقوة الإيرانية.
قوة إيران الصاروخية… من ذاكرة العراق
في ختام حديثه، شدد الدكتور عبدالرزاق الدليمي على أن "برامج الردع العراقية في التسعينيات، وخبراء العراق، هم من وضعوا حجر الأساس الحقيقي للقدرات الصاروخية الإيرانية اليوم". معتبرًا أن الصمت الدولي والتواطؤ الداخلي بعد الاحتلال، مسؤولان عن تحويل "فتاح" إلى شاهد إدانة لا فخر.








