تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صدر ليلة الأربعاء، استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين جراء هجوم عنيف نفذه مستوطنون إسرائيليون على بلدة كفر مالك شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

الهجوم، الذي وصفه سياسيون ومراقبون بأنه "مجزرة يهودية"، يُعد من أخطر الاعتداءات المنظمة التي ترتكبها عصابات المستوطنين منذ بداية العام الجاري، ويأتي ضمن تصعيد متزامن مع الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

"عنف منظم مدعوم حكوميًا"

اللواء الإسرائيلي المتقاعد يائير غولان، وصف في تغريدة له على منصة (إكس) ما جرى بأنه "مجزرة يهودية عنيفة"، مؤكدا أن "عشرات المعتدين أحرقوا منازل وسيارات، واعتدوا على فلسطينيين وحتى على قوات الأمن الإسرائيلية".

وأضاف: "الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو لن تدين أو تمنع هذه الجرائم، بل تواصل دعم وتشجيع هذه العصابات العنيفة التي تنشط في الأراضي الفلسطينية، وقريبًا ستعمل في قلب الدولة أيضًا".

إطلاق نار من جيش الاحتلال على الضحايا

من جانبها، ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلًا عن مصدر أمني إسرائيلي، أن قوة من الجيش وصلت إلى البلدة خلال الاعتداء، وأطلقت النار على الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط الشهداء الثلاثة.

وأوضح المصدر أن التحقيق جارٍ حول سبب إطلاق النار على الضحايا، الذين كانوا أصلاً مستهدفين من المستوطنين.

415 اعتداء في شهر واحد

وفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية فلسطينية)، ارتكب المستوطنون 415 اعتداء في الضفة الغربية خلال أيار/مايو الماضي، تراوحت بين هجمات مسلحة، وحرق قرى، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، وفرض وقائع على الأرض عبر البؤر الاستيطانية.

تأتي هذه الاعتداءات ضمن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتهويد الضفة الغربية وتفريغها من سكانها الأصليين، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

بالتوازي مع جرائم غزة: حملة قمع شاملة في الضفة

تشهد الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس، تصعيدًا غير مسبوق منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023، حيث استشهد أكثر من 986 فلسطينيًا، وأُصيب نحو 7 آلاف آخرين، في حين اعتقل الاحتلال أكثر من 17,500 فلسطيني في مداهمات يومية متواصلة.

دعوات لتدخل دولي عاجل

في ظل هذا التصعيد الدموي الممنهج، يتجدد المطلب الفلسطيني والعربي والدولي بضرورة تدخل فوري من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية، أو في الضفة الغربية التي تُستباح يوميًا على يد المستوطنين وقوات الاحتلال.