استهداف ممنهج لمراكز الإيواء ضمن سياسة الإبادة

مجزرة جديدة في غزة: الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين ويقتل العشرات

profile
  • clock 26 مايو 2025, 1:20:46 م
  • eye 456
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في استمرار لنهج القتل الجماعي واستهداف المدنيين، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة فجر اليوم الإثنين، إثر قصف مدرسة "فهمي الجرجاوي" في حي الدرج وسط مدينة غزة، والتي كانت تؤوي مئات النازحين من شمالي القطاع. وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 31 مدنيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتفحمت جثث معظمهم بالكامل، في مشهد يعكس بشاعة العدوان ووحشيته.

قصف متعمّد واستهداف واضح للنازحين

بحسب تقرير صادر عن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، فقد استهدفت طائرات الاحتلال المدرسة بثلاث ضربات جوية مباشرة، تسببت في اندلاع حرائق ضخمة داخل الفصول، واحتجاز العائلات تحت الركام. وقد أكد المرصد أن هذا القصف ليس حادثًا عرضيًا بل سياسة ممنهجة تتبعها إسرائيل في استهداف مراكز الإيواء، ما يُشكّل دليلًا إضافيًا على نية مبيتة لتصفية المدنيين وتجريدهم من أي حماية.

شهادات مؤلمة من ناجين وسط الدمار

محمد المصري، أحد الناجين من الهجوم، روى تفاصيل اللحظة المفجعة بقوله:
"في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قصفت الطائرات المدرسة بثلاث قنابل حارقة. اشتعلت النيران مباشرة في الصفوف، واحتجز النازحون داخلها بعد أن أغلقت الأبواب بسبب القصف. كانت الجثث والأشلاء في كل مكان، ولم نستطع فعل شيء".

فيما قالت النازحة آلاء عودة، التي أُصيبت خلال القصف:
"المدرسة كانت مكتظة بالنازحين، وفجأة قُصف الطابق الأرضي دون أي إنذار، ووجدت نفسي تحت الركام والنيران تشتعل من حولي".

استهداف ممنهج لمراكز الإيواء ضمن سياسة الإبادة

أكد المرصد الأورومتوسطي أن استهداف مدرسة فهمي الجرجاوي يمثل حلقة في سلسلة متواصلة من الهجمات المتعمّدة ضد مراكز الإيواء في غزة. وأوضح أن ذلك يأتي ضمن نهج إسرائيل في تدمير كل أشكال الحماية، وفرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، في ما يرقى إلى جريمة إبادة جماعية موصوفة.

توسّع العدوان وتدمير البنى التحتية

وفي الليلة ذاتها، وثّق فريق المرصد قصفًا آخر استهدف منزل المواطن أسامة عبد ربه في منطقة جباليا النزلة شمالي غزة، ما أسفر عن استشهاد 20 شخصًا من عائلة واحدة، مسحوا من السجلات المدنية بالكامل. ويُشير ذلك إلى اعتماد الاحتلال سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل للبنية التحتية ولما تبقى من الحياة في القطاع المحاصر.

دعم غربي وصمت دولي مريب

منذ السابع من أكتوبر 2023، وبدعم أميركي وأوروبي مباشر، تواصل إسرائيل تنفيذ إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود. ويستمر الاحتلال في عدوانه رغم توقيع اتفاقات تهدئة، كان آخرها في 19 يناير 2025، والذي خرقت بنوده بشكل ممنهج.

دعوات للحماية وفتح ممرات إنسانية

وفي ظل هذا التصعيد المتواصل، طالب "المرصد الأورومتوسطي" بضرورة توفير حماية خاصة لمراكز الإيواء، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات الطبية والغذائية، وإجلاء المصابين. كما دعا إلى تحرك دولي فوري لوقف الجرائم الإسرائيلية، وإنهاء الحصانة السياسية والعسكرية التي تسمح لها بالاستمرار في القتل دون مساءلة.

توثيق الفظائع وفضح الانتهاكات

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حجم الكارثة داخل مدرسة فهمي الجرجاوي، حيث اشتعلت الخيام بالنيران، وظهرت جثث الأطفال المحترقة والمصابين الذين حاولوا الفرار وسط الحريق، في مشاهد تعكس وحشية العدوان الإسرائيلي.

التعليقات (0)