استراتيجية ما بعد المفاوضات: لا اجتياح بل ضغط ممنهج

ليس احتلالًا بل حصار واستنزاف: خطة الجيش الإسرائيلي البديلة في حال انهيار المفاوضات

profile
  • clock 21 يوليو 2025, 3:18:21 م
  • eye 464
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

يوسي يهوشواع – يديعوت أحرونوت


بينما تترقب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رد حركة حماس على المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، يكشف الجيش الإسرائيلي عن استراتيجية بديلة في حال فشل المحادثات الجارية في الدوحة، تستند إلى الاستنزاف الميداني والحصار المتواصل، دون اللجوء إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.

استراتيجية ما بعد المفاوضات: لا اجتياح بل ضغط ممنهج

رغم ما تصفه إسرائيل بـ"تنازلات كبيرة" قدمتها في مفاوضات قطر، يتحضّر الجيش الإسرائيلي لاحتمال فشل التفاهمات. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن رئيس الأركان إيال زامير لا ينوي اقتراح احتلال كامل لمناطق غزة، بل التركيز على الاستنزاف المتواصل لحماس و السيطرة على مناطق استراتيجية و تقليل الاحتكاك الميداني و تكثيف الضغط الجوي لتقليل المخاطر على الجنود

ويأتي هذا التوجه ضمن ما يسمى بمرحلة "ما بعد عملية عربات جدعون"، التي تزعم إسرائيل أنها دمرت خلالها أجزاء كبيرة من البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها.

إعادة الانتشار: تقليص عدد القوات النظامية في غزة

وفي خطوة لافتة، أعلن الجيش عن سحب لواءي المظليين والكوماندوز من القطاع ونقلهما إلى قطاعات أخرى، ما يشير إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية القائمة على الضغط عن بُعد، وليس المواجهة المباشرة.

وبحسب الجيش، فإن هذه الإجراءات تخفف من العبء عن القوات البرية والاحتياط، دون المساس بما يصفونه بـ"الإنجازات الميدانية".

تصريحات زامير: "الضغط يمهد الطريق للاتفاق"

خلال جولة ميدانية في حي الشجاعية بمدينة غزة، أشاد رئيس الأركان زامير بإنجازات الجنود قائلاً: "أنتم تصنعون الفارق، وتُسهمون في هزيمة حماس وخلق بيئة تُمكّن من التوصل إلى صفقة أسرى".

وأكد زامير أن الضغط العسكري المباشر هو أداة رئيسية لدفع حماس نحو تقديم تنازلات، كاشفًا عن توجه لاعتماد تشكيلات عملياتية جديدة لتقليص نقاط الضعف وتعميق المكاسب الأمنية.

اتفاق محتمل أم تصعيد قادم؟

رغم بعض الإشارات الإيجابية، لم تُقدم حماس بعد ردًا نهائيًا على المقترحات الإسرائيلية، في حين قلّلت مصادر سياسية إسرائيلية من احتمالية إرسال وفد رسمي إلى قطر، معتبرة أن هذا السيناريو "غير مطروح حاليًا".

كما نفت تل أبيب وجود أي نية لإشراك مبعوث أمريكي رفيع المستوى مثل ستيف ويتكوف في المحادثات القطرية، ووصفت ذلك بأنه "مؤشر سلبي على فرص الاتفاق".

تصريحات أمريكية: الفرصة لا تزال قائمة

في المقابل، أعرب آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، عن تفاؤله في مقابلة مع شبكة CNN، قائلًا: "إسرائيل راغبة في إنهاء الصراع، والكرة في ملعب حماس. إن لم تتحرك، فإن إسرائيل ستتخذ إجراءات عسكرية جديدة".

وأضاف أن استمرار ارتفاع عدد الضحايا وتفاقم المجاعة في غزة قد يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق إنساني، مشددًا على أن الوضع لم يعد يحتمل المراوغة.

سياق أكثر تعقيدًا: ما بعد عربات جدعون

وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن العملية العسكرية الواسعة "عربات جدعون" قد حققت أهدافًا ميدانية كبيرة، وأن التحدي القادم يتمثل في ترجمة هذه الإنجازات إلى واقع سياسي وأمني مستقر، سواء عبر اتفاق أو عبر إدارة طويلة الأمد للضغط والحصار.

ويُعتبر انسحاب القوات من محور موراج وتقليص الانتشار في مناطق إضافية جزءًا من خارطة طريق إسرائيلية جديدة لا تسعى للاحتلال الكامل، بل لإدارة الصراع بما لا ينهك الجيش، حسب وصف الجيش.

التعليقات (0)