-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
لولا في مواجهة ترامب: البرازيل لن تنحني
لولا في مواجهة ترامب: البرازيل لن تنحني
-
10 يوليو 2025, 1:23:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الخميس، أن بلاده سترد بالمثل على تهديدات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة قد تصل إلى 50% على الواردات البرازيلية، مشدداً على أن البرازيل دولة ذات سيادة تتمتع بمؤسسات مستقلة، وترفض تماماً أي شكل من أشكال الوصاية الخارجية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في ريو دي جانيرو، حيث أعلن لولا بوضوح أن بلاده "ليست بلداً ضعيفاً"، وأن حكومته ستدافع عن مصالحها الوطنية متى ما استدعى الأمر، مضيفاً: "سنسعى لحماية شركاتنا وصناعاتنا. نحن نؤمن بالحوار، لكننا لن نقبل أن تتحول البرازيل إلى كبش فداء في معارك انتخابية أو اقتصادية خارجية".
انتقاد القضاء البرازيلي
في سياق متصل، انتقد الرئيس البرازيلي التدخلات الأمريكية في الشؤون القضائية لبلاده، وذلك رداً على انتقادات ترامب لمحاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو المتهم بالتخطيط لانقلاب لإفشال تسليم السلطة في يناير 2023.
كتب لولا في منشور على منصة "إكس" أن الإجراءات القضائية بحق المسؤولين عن محاولة الانقلاب "تقع حصرياً ضمن اختصاص السلطة القضائية البرازيلية"، مؤكداً أن هذه المسألة "غير خاضعة لأي تدخل أو تهديد خارجي يمكن أن يقوض استقلال مؤسسات الدولة". ولفت إلى أن بلاده لن تقبل أبداً بانتقاص سيادتها أو التشكيك في استقلال قضائها.
أرقام تجارية داحضة
لولا دا سيلفا رفض مزاعم ترامب حول "عجز تجاري" أمريكي في العلاقات مع البرازيل، مؤكداً أنها غير دقيقة، ومشيراً إلى أن الإحصاءات الصادرة عن الحكومة الأمريكية ذاتها تظهر فائضاً لصالح الولايات المتحدة قدره 410 مليارات دولار في تجارة السلع والخدمات مع البرازيل خلال 15 عاماً مضت.
وشدد الرئيس البرازيلي على أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد لكنها لن تقبل أن تُفرض عليها قيود أو رسوم ظالمة تحت ذرائع اقتصادية زائفة، مؤكداً التزام حكومته بالدفاع عن حقوق المنتجين والمصدرين البرازيليين في مواجهة أي ابتزاز أو ضغوط انتخابية أمريكية.
تهديدات ترامب التصعيدية
جاءت تصريحات لولا رداً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع الواردات البرازيلية إلى الولايات المتحدة ابتداءً من 1 أغسطس المقبل، وهي خطوة وصفتها أوساط الصناعة البرازيلية بأنها "ضربة خطيرة" نظراً لاعتمادها الكبير على السوق الأمريكية، خاصة في قطاعات الصلب والألمنيوم.
ترامب أرسل رسالة رسمية إلى نظيره البرازيلي انتقد فيها محاكمة بولسونارو واصفاً إياها بأنها "مطاردة سياسية يجب أن تتوقف فوراً"، وامتدح بولسونارو بوصفه "قائداً يحظى باحترام كبير في العالم". كما زعم أن المحاكمة "فضيحة دولية" ودافع عنها باعتبارها "هجوماً على الديمقراطية وحرية التعبير" في البرازيل، محاولاً تصويرها على أنها مسألة سياسية محضة.
ضغوط اقتصادية وانتخابات
أوضح ترامب في تهديده أن الشركات البرازيلية التي تختار نقل تصنيعها إلى الولايات المتحدة ستُعفى من هذه الرسوم، مع وعد بتسريع الموافقات على استثماراتها في غضون أسابيع، ما اعتبره المراقبون محاولة واضحة للضغط الاقتصادي على البرازيل وإجبارها على تقديم تنازلات.
كما حذر من أن أي رد برازيلي بفرض "رسوم انتقامية" سيقابل بإضافة تلك النسب إلى الـ50% المعلنة، في إشارة إلى استعداد إدارته لتصعيد الحرب التجارية. يأتي ذلك في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً متزايداً وتراجعاً في حجم التبادل التجاري، الذي بلغ أكثر من 88 مليار دولار في 2024 وفق بيانات وزارة التنمية البرازيلية.
دفاع لولا عن السيادة
في ختام تصريحاته، شدد لولا على أن الدفاع عن الديمقراطية في البرازيل شأن داخلي خالص، وقال في بيان سابق هذا الأسبوع: "نحن دولة ذات سيادة ولدينا مؤسسات راسخة ومستقلة. لن نقبل التدخل من أي جهة كانت".
جدد الرئيس البرازيلي تمسكه باستقلال بلاده، رافضاً أي محاولة لتسييس القضاء أو تحويل البرازيل إلى أداة في صراعات انتخابية أمريكية، مؤكداً أن حكومته ستظل متمسكة بالحوار والاحترام المتبادل لكنها لن تتراجع عن حماية مصالحها الوطنية وكرامتها السيادية.

.jpg)






