تكبير الخط تصغير الخط

أكد مسؤولون هنود رفيعو المستوى أن بلادهم ستواصل استيراد النفط من روسيا، بالرغم من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي. وأوضح المسؤولون أن السياسة الهندية لم تتغير، ولم تصدر الحكومة أي توجيهات لشركات النفط بوقف أو تقليص الواردات من موسكو.

تصريحات متذبذبة من ترامب حول موقفه من الهند

ترامب كان قد نشر الشهر الماضي على منصة "تروث سوشال" تهديدات بأن الهند قد تواجه عقوبات إضافية بسبب شرائها النفط والأسلحة من روسيا. لكن لاحقاً، تراجع في تصريح متناقض قائلاً إنه "لا يهتم بما تفعله الهند مع روسيا"، ما فتح الباب أمام تأويلات متباينة حول الموقف الأميركي الحقيقي.

وفي تصريح أحدث، قال ترامب إنه سمع أن الهند قررت وقف شراء النفط من روسيا، وهو ما نفاه المسؤولون الهنود بشكل قاطع، مؤكدين استمرار تدفق الإمدادات دون تغيير.

تهديدات جمركية جديدة من واشنطن

في تطور آخر، هدد ترامب في 14 يوليو بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، في حال لم تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. هذه التصريحات أثارت مخاوف في الأسواق العالمية، خاصة بالنسبة للدول الكبرى المستوردة للنفط الروسي، مثل الهند.

روسيا: المورد الأول للهند.. والمصلحة الاقتصادية تتحكم

تُعد روسيا المورد الأول للنفط إلى الهند، حيث تمثل نحو 35% من واردات نيودلهي من الخام. وهذا الاعتماد الكبير يجعل من الصعب على الهند تغيير مسارها فجأة دون تكاليف اقتصادية باهظة، خصوصاً في ظل ارتفاع الطلب المحلي وتقلّب أسعار الطاقة العالمية.

وبينما تتأرجح التصريحات الأميركية بين الضغط والتغاضي، تبدو نيودلهي حاسمة في التمسك بمصالحها الاستراتيجية، مؤثرةً على ما يبدو البراغماتية الاقتصادية على الرضوخ لضغوط سياسية خارجية.