التعليم ضحية الحرب: أحلام الطلبة تتحوّل إلى كوابيس

عام دراسي ثانٍ يضيع في غزة: التعليم في مهب الحرب والمجاعة

profile
  • clock 2 أغسطس 2025, 1:15:09 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

عامٌ دراسيٌ ثانٍ يُطوى دون كتب أو مقاعد أو أحلام، تاركًا خلفه جرحًا غائرًا في قلوب طلبة قطاع غزة الذين حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم، بعد أن تحوّل الحلم إلى كابوس، والطموح إلى معاناة.

منذ أكثر من 21 شهرًا، تعيش غزة تحت وطأة عدوان إسرائيلي همجي، خلّف دمارًا شاملًا، ونزوحًا جماعيًا، ومجاعة تضرب الأطفال قبل الكبار، وحرمانًا شبه كامل من التعليم.

التعليم ضحية الحرب: أحلام الطلبة تتحوّل إلى كوابيس

لم يعد الكتاب المدرسي رفيق يوم الطالب الغزي، ولم تعد قاعات الدراسة مأوى للعلم والمعرفة، بل استبدلتها الحرب بطوابير انتظار للحصول على كسرة خبز، أو جالون ماء، أو جرعة دواء.

فبعد أكثر من عام ونصف من الحرب المستمرة، أصبح الحصول على مقومات الحياة أولويةً قصوى تطغى على كل شيء، لتختفي معها البيئة التعليمية، وتضيع سنوات من عمر الطلبة دون أي تحصيل أكاديمي يُذكر.

الطلاب الذين كانوا بالأمس يتناقشون حول الامتحانات والمشاريع المدرسية، يقاتلون اليوم من أجل البقاء على قيد الحياة.

أكثر من 60 ألف شهيد: دمار شامل يستهدف الحياة بكل أشكالها

بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي، المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، عن استشهاد 60,332 فلسطينيًا وإصابة 147,643 آخرين، إلى جانب أكثر من 10,000 مفقود لا تزال جثامينهم تحت الركام أو في المناطق التي تعذر الوصول إليها.

هذه الأرقام الكارثية لا تشمل فقط المقاتلين أو الرجال، بل تتضمن آلاف الأطفال والمعلمين والطلاب الذين كانوا في ساحات المدارس أو بيوتهم حين ضربتهم الصواريخ.

الدعم الأميركي... رعاية رسمية للدمار

لم تكن آلة الحرب الإسرائيلية لتعمل بهذه القسوة لولا الدعم الأميركي المطلق، سياسيًا وعسكريًا، حيث تشارك واشنطن بشكل غير مباشر في صناعة المجازر، عبر تزويد الاحتلال بالأسلحة والغطاء الدولي، رغم التقارير الحقوقية التي توثق استخدام التعليم كميدان للحرب.

المدارس في غزة لم تُستثنَ من القصف، بل تحوّلت العديد منها إلى ملاجئ للنازحين، قبل أن تتحول إلى أهداف عسكرية، في مشهد يدين العالم المتفرج أكثر من المعتدي ذاته.

النزوح والدمار: مليونَا فلسطيني بلا مستقبل تعليمي

أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون اليوم في ظروف نزوح قسري داخل غزة، بلا مأوى ولا بنية تحتية. المدارس، التي كانت تحتضن مئات آلاف الطلبة، إمّا دُمّرت بالكامل، أو باتت مأهولة بالنازحين، أو مغلقة لغياب الأمن والمعلمين والوسائل التعليمية.

وفي ظل انعدام الكهرباء والاتصال بالإنترنت، لا يمكن التفكير حتى في التعليم عن بعد، ما يعني أن جيلاً كاملاً مهدد بالضياع، نتيجة الحرب والحصار والتجويع.

مجاعة تُغلق أبواب المدارس قبل أبواب القلوب

المجاعة التي تضرب القطاع اليوم، والتي أودت بحياة عشرات الأطفال حتى الآن، تُعدّ الأخطر في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتشكّل تهديدًا وجوديًا مباشرًا للتعليم، فكيف يمكن لطفل جائع أن يفكر في الحروف والأرقام، بينما بطنه الخاوي يئن من الجوع؟

بعض التقارير الدولية تحدثت عن تدهور حاد في الصحة النفسية للأطفال، نتيجة الحرب والحرمان، ما يؤثر مباشرة على قدرتهم على العودة للتعليم، حتى لو فتحت المدارس أبوابها غدًا.

التعليم حق مقدس... وغزة تطالب بإنقاذ ما تبقى

في ظل هذا الواقع القاسي، تُطلق المؤسسات التعليمية والحقوقية نداءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من العملية التعليمية في قطاع غزة، من خلال:

وقف العدوان الإسرائيلي فورًا

رفع الحصار الكامل

إعادة إعمار المدارس والمراكز التعليمية

توفير دعم نفسي للأطفال

تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بحرية فـالتعليم في غزة ليس مجرد فصول وكتب، بل هو معركة بقاء وهوية وكرامة.

التعليقات (0)