تكبير الخط تصغير الخط

شهدت سوريا اليوم بدء توريد الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر الأراضي التركية، في خطوة تمثل بداية جديدة لتعزيز قطاع الطاقة السوري. وحضر حفل تدشين المشروع وزراء الطاقة من سوريا وتركيا وأذربيجان، إلى جانب ممثلين عن صندوق قطر للتنمية، ما يؤكد الطابع الإقليمي الواسع لهذا التعاون.

تحسين الوضع الاقتصادي

وصف وزير الطاقة السوري محمد البشير المشروع بأنه خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في سوريا، موضحاً أن توريد الغاز سيساهم في تحسين التغذية الكهربائية وزيادة ساعات التشغيل لمحطات التوليد، مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد ويُسهم في دعم عودة المهجّرين إلى مناطقهم.

بداية قوية للمرحلة الأولى

تبدأ المرحلة الأولى من المشروع بتوريد 3.4 مليون متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، بتمويل جزئي من دولة قطر. وأكد الوزير أن هذه الكمية ستوفر طاقة إنتاجية إضافية تصل إلى 750 ميغاواط، ما يعني إضافة 4 ساعات تشغيل كهربائي يومياً، الأمر الذي سيحرّك عجلة الصناعة ويخفف من معاناة المواطنين.

محطة حرجلة تنطلق بالضخ التدريجي

أوضح مدير الشركة السورية للغاز، يوسف اليوسف، أن عمليات الضخ بدأت فعلياً من محطة حرجلة شمال حلب عند الساعة الثامنة صباحاً، متجهة إلى المحطة الحرارية في المدينة. وبدأ الضخ بكمية أولية قدرها 745 ألف متر مكعب، على أن تصل الكمية تدريجياً إلى المستهدف الكامل خلال أسبوع.

توزيع مرن لتغذية محطات عدة

بحسب اليوسف، سيتم توزيع الغاز بين عدد من المحطات، أبرزها محطة حلب الحرارية، بينما سيتم توجيه الباقي إلى محطات أخرى مثل تدمر وتشرين، مروراً بمواقع وسيطة كمحطة تونيان ومنطقة البيارات، حيث يتفرع الخط لتغذية محطات مختلفة ضمن بنية تحتية مؤهلة وقابلة للتوسعة.

طاقة إضافية تصل إلى 800 ميغاواط واستقرار الشبكة

توقّع المسؤول السوري أن يساهم الغاز المستورد في إنتاج طاقة كهربائية تتراوح بين 750 و800 ميغاواط يومياً، ما سيساعد في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية، مشيراً إلى أن المنظومة القائمة قادرة على استيعاب الكميات الجديدة، مع الحاجة إلى توسعة مستقبلية في حال زيادة الإمدادات.

تركيا تعزز مشاركتها: غاز وكهرباء إلى سوريا

نقلت وكالة الأناضول عن وزير الطاقة التركي أن بلاده تصدّر حالياً الكهرباء إلى سوريا عبر 8 نقاط، مع خطط لزيادة القدرة بنسبة 25% ثم مضاعفتها لاحقاً. كما أشار إلى إمكانية تصدير ملياري متر مكعب من الغاز سنوياً، تكفي لتوفير الكهرباء لـ خمسة ملايين أسرة سورية.

مشروع يعيد تأهيل قطاع الطاقة بعد سنوات من الانهيار

يُمثل المشروع علامة فارقة في جهود إعادة تأهيل قطاع الطاقة السوري بعد سنوات من التراجع والإهمال، ويُعد ثمرة تعاون إقليمي بين سوريا وتركيا وأذربيجان وقطر. ويتوقع مراقبون أن يُسهم في خفض انقطاعات التيار الكهربائي بشكل ملموس، لا سيما في المناطق الشمالية التي عانت طويلاً من نقص التغذية.