تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مساء الخميس، اجتماعًا غير مسبوق جمع بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، برعاية مباشرة من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وبحضور سفير الولايات المتحدة لدى تركيا.

الاجتماع الذي امتد لأربع ساعات كاملة، ركّز على التوصل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سوريا، في محاولة لاحتواء التصعيد المتكرر في المنطقة الحدودية، وفق ما كشفه موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية مطّلعة.

باراك يؤكد نجاح اللقاء

وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس"، أعلن توم باراك عن اللقاء رسميًا، قائلًا: "اجتمعت هذا المساء مع مسؤولين سوريين ومسؤولين إسرائيليين في باريس"، مؤكدًا أن اللقاء كان يهدف إلى "الحوار ووقف التصعيد، وحققنا ذلك بالفعل". وأضاف أن "جميع الأطراف شددت على التزامها بمواصلة هذه الجهود".

رغم تحفظ باراك عن ذكر أسماء المشاركين، أكّد موقع "أكسيوس" أن الاجتماع جمع بين الشيباني وديرمر، وجرى برعاية كاملة من المبعوث الأمريكي، في واحدة من أرفع المحادثات المباشرة بين الجانبين منذ عقود.

الأمن الحدودي في قلب التفاهمات

المصادر الإسرائيلية كشفت أن الهدف الرئيسي من اللقاء كان تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، وتجنّب تكرار سيناريوهات مشابهة للأحداث الأمنية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي.

كما نقل الموقع عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب تأمل أن تكون هذه المحادثات بداية لمزيد من الخطوات، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل في المجال الدبلوماسي أيضًا، إذا ما أبدت دمشق استعدادًا للانفتاح في هذا الاتجاه.

لقاء هو الأعلى منذ أكثر من ربع قرن

يحمل هذا اللقاء طابعًا استثنائيًا، كونه الأعلى مستوى بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين منذ مفاوضات عام 2000، التي جرت برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وجمعت حينها بين فاروق الشرع وإيهود باراك، بهدف الوصول إلى اتفاق سلام دائم بين الجانبين.

ويقول مراقبون إسرائيليون وأمريكيون إن اجتماع باريس الأخير يشكل "خطوة أولى مهمة"، لكنه يتطلب، بحسب وصفهم، "تدابير لبناء الثقة من كلا الطرفين"، تمهيدًا لأية مسارات تفاوضية قادمة.

لقاء ثلاثي مرتقب في باريس

من المقرر أن يعقد صباح الجمعة لقاء إضافي في باريس، يجمع بين المبعوث الأمريكي توم باراك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بمشاركة الوزير السوري أسعد الشيباني، وذلك لبحث التطورات السياسية والأمنية في سوريا، بحسب مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية.

الاجتماع، وإن بقي في نطاق الكتمان السياسي، إلا أنه يحمل دلالات قوية على وجود تحرك أمريكي لإعادة ضبط التوازن في الجبهة الجنوبية لسوريا، من بوابة الدبلوماسية والوساطة، بعد سنوات من الجمود والصراع. فهل تكون باريس منصة لإعادة فتح قنوات التفاوض بين دمشق وتل أبيب؟ الأيام المقبلة ستجيب.