تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة إنسانية رمزية لفتت أنظار العالم، قرعت مئات الكنائس في النرويج أجراسها، بعد ظهر اليوم الخميس، تضامنًا مع المدنيين في قطاع غزة، استجابة لدعوة أطلقها أساقفة الكنيسة النرويجية، في مشهدٍ يعكس عمق الألم العالمي من المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

دعوة تضامنية من الأسقف الأعلى

جاءت هذه المبادرة غير المسبوقة بعد نداء وجهه الأسقف الأعلى للكنيسة النرويجية، أولاف فيكس تفيت، حث فيه جميع الكنائس والكاتدرائيات في البلاد على قرع الأجراس كتعبير عن التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يعاني من كارثة إنسانية حقيقية بفعل العدوان المستمر.

وقال تفيت في بيان رسمي: "الوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع أكثر من 60 ألف قتيل. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بل نشعر بالحاجة لفعل شيء يعبر عن إنسانيتنا."

قرع الأجراس... صوت للعدالة من النرويج

يُعتبر قرع أجراس الكنائس في النرويج إجراءً استثنائيًا لا يُلجأ إليه إلا في حالات نادرة، ما يعكس جسامة الحدث وحجم القلق العالمي من المجازر المرتكبة في غزة. وتُعد هذه المبادرة دعوة رمزية قوية لوقف الانتهاكات المستمرة وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع المحاصر.

مواقف نرويجية رسمية ومجتمعية داعمة لفلسطين

في أيار/مايو الماضي، دعا الأساقفة النرويجيون إلى استخدام "جميع الوسائل السياسية والاقتصادية المشروعة" للضغط على سلطات الاحتلال، متهمين إياها بارتكاب "تطهير عرقي" بحق سكان غزة. كما عبّر هارالد هيغستاد، منسق المجلس الوطني لكنيسة النرويج، عن صدمته قائلاً: "ما نشهده في غزة الآن هو صور لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ عقود."

ودعت الكنيسة النرويجية كل من يستطيع إلى المشاركة من خلال إضاءة الشموع، تقديم صلوات الشفاعة، والتعبير عن التضامن، في رسالة إنسانية تجاوزت الدين والجغرافيا والسياسة.

تضامن مسيحي واسع ودعوات للتدويل

في سياقٍ متصل، ناشد ساني إبراهيم عازار، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، الكنائس في المنطقة للمشاركة في هذه الحملة، مؤكدًا أن الصمت لم يعد مقبولاً أمام هول الجرائم.

الأرقام التي تصرخ: جرائم حرب مستمرة في غزة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مفتوح، ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق سكان غزة، ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 211 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.

من صوت الأجراس إلى صدى الضمير العالمي

تأتي هذه المبادرة من كنائس النرويج في وقتٍ يشهد فيه العالم انقسامًا سياسيًا حادًا حول ما يحدث في غزة، إلا أن صوت الأجراس النرويجي يعلو فوق الانقسامات، ليذكر الجميع بأن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن الضمير لا يمكن أن يصمت إلى الأبد.