-
℃ 11 تركيا
-
7 أغسطس 2025
محلل سياسي لـ 180 تحقيقات: ما يحدث في غزة يتجاوز الرهائن.. ويهدد الكيانية الفلسطينية بالزوال
محلل سياسي لـ 180 تحقيقات: ما يحدث في غزة يتجاوز الرهائن.. ويهدد الكيانية الفلسطينية بالزوال
-
7 أغسطس 2025, 6:09:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: شيماء مصطفى
حذّر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم من خطورة المرحلة الراهنة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجري من تصعيد عسكري وتكثيف في العمليات الإسرائيلية يتجاوز قضية الأسرى والرهائن، ويستهدف بشكل مباشر تدمير الهوية والكيانية الفلسطينية.
وقال إبراهيم في تصريح صحفي لموقع 180 تحقيقات: "أعتقد أن الحديث عن احتلال غزة هو أمر حقيقي حتى الآن، بالرغم من محاولات بعض المحللين القول إن ما يحدث هو مجرد ضغط على حماس لتقديم تنازلات، لكن المعطيات تشير إلى مشروع أوسع تقوده حكومة نتنياهو".
وأشار إلى أن التحول في الموقف الإسرائيلي جاء بعد ردود حماس على العرض الأخير، وتصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف، التي فاجأت الرعاة المصريين والقطريين، قائلًا: "كان واضحًا أن نتنياهو يسعى لاستكمال مشروعه، خاصة بعدما أوهم الجميع بالحديث عن تهدئة لستين يومًا، ثم عاد فجأة للحديث عن صفقة شاملة".
وأوضح أن "الصفقة الشاملة" تعني الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء والأموات، مقابل مطالب متزايدة تتضمن نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بوضوح، معتبرًا ذلك شرطًا لإحلال السلام في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أشار إبراهيم إلى الخلاف بين نتنياهو وزامير، فنتنياهو يريد احتلال كامل لقطاع غزة كاملا بزعم وجود أسرى إسرائيليين فيها.
وأضاف: "الإسرائيليون يرون أن هذه المناطق لم تُستهدف بما يكفي، ويطالبون بدفع مزيد من القوات نحوها، رغم الحديث المتكرر عن إنهاك الجيش والخشية من سقوط رهائن وقتلى إسرائيليين".
وتحدث إبراهيم عن خطة قديمة تُعرف بـ"عربات قدعون"، أعيد طرحها مؤخرًا، وتتضمن تطويق مناطق واسعة بقوات كبيرة، مشيرًا إلى أن زامير يطرح وجهة نظر تقوم على احتلال تدريجي وصولًا إلى السيطرة الكاملة على غزة.
ولفت إلى أن المعسكر الداعم لهذه الخطة يضم شخصيات مثل ساعر ودرعي وهنغبي، رغم أن القرار النهائي ما زال بيد نتنياهو، الذي يملك أغلبية داخل الكابينت والمجلس الوزاري بشكل عام، وقد يسعى لـ"حل وسط" ببدء الخطة على مراحل.
وحول تكلفة هذه الخطط، قال إبراهيم: "هناك انتقادات من الصحفيين والمعارضة في إسرائيل لهذه التوجهات، بسبب الخسائر المتوقعة في صفوف الجنود، والسؤال الأساسي الذي يطرحونه: من سيتكفل بإدارة حياة أكثر من مليون فلسطيني في غزة بعد الاحتلال؟، اقتصاديا وصحيا وتعليميا؟"
وأكد أن 80 إلى 85% من قطاع غزة خاضع فعليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك رفح المدمرة تماما وخانيونس وشمال وشرق القطاع، ولم يتبقَ سوى مدينة غزة ومحيطها الغربي، والمنطقة الوسطى، وغزة تضم أكثر من مليون ومئة ألف فلسطيني، إضافة إلى النازحين من الشمال.
وشدد إبراهيم على أن ما يجري يُخطَّط له بوضوح ضمن أهداف استراتيجية، تشمل تنفيذ خطة التهجير التي طرحها ترامب سابقًا بأيادي إسرائيلية، بما فيها سيناريو "الريفيرا"، قائلاً: "كل الحديث عن المساعدات في الجنوب يعني دفع السكان للزحف جنوبًا تمهيدًا لترحيلهم، سواء بالقوة أو القهر".
واختتم إبراهيم تصريحه بتحذير واضح:"على حماس أن تتعامل مع ما يحدث بمنتهى الجدية، فالموضوع خطير لم يعد يتعلق فقط بالإفراج عن الرهائن، بل بمصير قطاع غزة ككل، وبمحاولة محو الكيانية الفلسطينية بشكل كامل، وإذا اتُّخذ القرار في الكابينت بالمضي قدمًا، فستكون هناك كارثة حقيقية".








