أهمية الخطوة في السياق الدولي

فرنسا تعلن رسميًا الاعتراف بدولة فلسطين وتدعو إلى وقف الحرب في غزة

profile
  • clock 22 سبتمبر 2025, 7:31:52 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في خطاب تاريخي ألقاه الرئيس الفرنسي، أعلن أن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها نقطة تحول في الموقف الأوروبي والدولي من القضية الفلسطينية. وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي حضره قادة دوليون، حيث شدد الرئيس الفرنسي على أن الوقت قد حان للإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأكد الرئيس الفرنسي أن التأخر في الاعتراف بدولة فلسطين يعد فشلًا جماعيًا للمجتمع الدولي في بناء سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وعد إقامة دولة عربية في فلسطين لم يتحقق بعد رغم مرور عقود طويلة على إطلاقه.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية: تحول دبلوماسي كبير

قال الرئيس الفرنسي: "وفاءً لالتزام بلادي التاريخي في الشرق الأوسط، أعلن اليوم اعتراف فرنسا بدولة فلسطين"، موضحًا أن هذه الخطوة ليست رمزية فحسب، بل هي تأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس زائدًا عن الحاجة، وأن له حقوقًا مشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة.

وأضاف أن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي، بل يشكل قاعدة عادلة للسلام، مؤكدًا أن الاعتراف بالآخر وشرعيته وإنسانيته هو السبيل الوحيد لوقف الدمار والدماء المستمرة في غزة.

الرهائن والحرب في غزة

ركز الرئيس الفرنسي في خطابه على قضية الرهائن المحتجزين لدى حماس، مشددًا على أن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على الانتظار أكثر من ذلك، وأن الإفراج عن 48 رهينة يمثل شرطًا أساسيًا لإعادة بناء الثقة ووقف الحرب.

وأشار إلى أن وحشية هجوم 7 أكتوبر 2023 أذهلت إسرائيل والعالم، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة أدى إلى تدمير حياة آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وهو أمر لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.

وقال بوضوح: "لا مبرر لما يحدث في غزة، ويجب إنهاء الحرب فورًا لإنقاذ الأرواح".

قيم إنسانية ومبادئ مشتركة

أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لن تقبل بالضعف أمام الإرهاب، لكنها في الوقت ذاته متمسكة بالقيم الإنسانية التي تمثل شرطًا أساسيًا للخلاص من دوامة العنف. وأضاف: "التمسك بالقيم الإنسانية هو الطريق الوحيد لبناء شرق أوسط أكثر استقرارًا وعدلًا".

وأوضح أن الموقف الفرنسي يقوم على رفض الإرهاب بكافة أشكاله، وفي الوقت ذاته على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

واجب دولي لرسم طريق السلام

قال الرئيس الفرنسي: "علينا واجب رسم طريق السلام في الشرق الأوسط، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا للحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين".

وأشار إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة عملية للحفاظ على حل الدولتين من الاندثار، خاصة في ظل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وتصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دعا إلى إحياء المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية دولية شاملة، مع التأكيد على أن أوروبا تتحمل مسؤولية خاصة بحكم تاريخها ومكانتها في المنطقة.

ردود الفعل الأولية على الموقف الفرنسي

أثار إعلان فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين ترحيبًا واسعًا في الأوساط العربية والفلسطينية، حيث اعتبرته القيادة الفلسطينية خطوة شجاعة نحو تصحيح المسار التاريخي.

كما رحبت منظمات حقوقية دولية، مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، بالقرار الفرنسي، واعتبرته نقطة ضغط جديدة على إسرائيل لإنهاء انتهاكاتها ووقف الحرب على غزة.

في المقابل، صدرت تصريحات غاضبة من مسؤولين إسرائيليين، حيث اعتبروا أن الاعتراف الفرنسي "يكافئ الإرهاب" ويضر بمسار المفاوضات. لكن مراقبين أكدوا أن هذا الموقف الإسرائيلي يعكس قلقًا متزايدًا من فقدان الدعم الغربي التقليدي.

أهمية الخطوة في السياق الدولي

يأتي الاعتراف الفرنسي في وقت حساس يشهد فيه العالم تصاعد موجة اعترافات غربية بدولة فلسطين، بعد أن انضمت دول مثل أيرلندا، النرويج، وإسبانيا إلى هذا المسار مؤخرًا.

ويرى خبراء أن القرار الفرنسي سيعزز من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا، ويضعها تحت ضغط متزايد لوقف الحرب وإعادة الانخراط في مسار سياسي جاد يضمن الحقوق الفلسطينية.

كما يُتوقع أن يشجع هذا القرار دولًا أوروبية أخرى كانت مترددة، مثل ألمانيا وإيطاليا، على مراجعة مواقفها في ظل تصاعد الضغوط الشعبية والبرلمانية داخلها.

التعليقات (0)