قصف محطة بوشهر النووية الإيرانية: تضارب تصريحات إسرائيلي وتحذير روسي

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 12:30:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في تصعيد غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المكثفة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران. وأكد بيان مقتضب للجيش أن نحو 20 طائرة إسرائيلية قصفت مواقع لصواريخ أرض-أرض غرب إيران، مستهدفةً أيضاً شاحنات يُعتقد أنها كانت تنقل صواريخ إلى مناطق إطلاق.

لاحقًا، وسّعت تل أبيب من نطاق ضرباتها لتشمل مواقع وصفتها بـ"النووية"، في بوشهر وأصفهان ونطنز وآراك، حيث ذكرت أن 40 مقاتلة إسرائيلية شاركت في قصف مفاعل آراك النووي، إضافة إلى مواقع عسكرية في مناطق متعددة من الداخل الإيراني.

هذا الهجوم الجوي الواسع، الذي طال أهدافًا استراتيجية داخل العمق الإيراني، يشكّل أكبر عملية هجومية تُعلن عنها إسرائيل ضد البنية النووية الإيرانية منذ بداية التصعيد الحالي.

تضارب التصريحات الإسرائيلية

لكن الساعات التالية شهدت ارتباكًا في الخطاب الإسرائيلي، ما أثار شكوكًا حول دقة الرواية الرسمية. فقد نفى مسؤول عسكري إسرائيلي، في تصريح لوكالة "رويترز"، استهداف موقع بوشهر النووي، متعارضًا بذلك مع ما أعلنه المتحدث باسم الجيش سابقًا.

هذا التباين يسلّط الضوء على التضارب داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن تحديد الأهداف ونتائج الضربات، وهو أمر قد يكون ناتجًا عن رغبة في التهويل الإعلامي أو تجنب التورط الدبلوماسي مع أطراف دولية، على رأسها روسيا.

رد روسي حازم

في هذا السياق، جاءت الردود الدولية غاضبة وحذرة، إذ طالبت روسيا، الخميس، بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية على محطة بوشهر النووية، مشيرة إلى أن خبراء روس يعملون داخل الموقع. التحذير الروسي يعكس قلقًا مزدوجًا: الأول يتعلق بسلامة موظفيها، والثاني بمخاطر انفجار مواجهة دولية أوسع في حال المساس المباشر بالبنى التحتية التي تتداخل فيها مصالح دولية.

تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وفي محاولة لاحتواء تداعيات القصف على الرأي العام العالمي، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانًا توضيحيًا أكدت فيه أن مفاعل خونداب (آراك) لم يكن قيد التشغيل وقت القصف، ولا يحتوي على أي مواد نووية، مشيرة إلى أن الهجوم لم يتسبب بأي تسرب إشعاعي.

هذا الإعلان قلل من خطورة العملية في بعدها الإشعاعي، لكنه لا ينفي البعد الرمزي والاستراتيجي لاستهداف منشأة نووية تمثل رمزًا للمشروع النووي الإيراني.

التعليقات (0)