فيديو| العطش يهزم العلم في غزة.. الدكتور غانم العطار يجري خلف قطرة ماء

profile
  • clock 2 أغسطس 2025, 2:44:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

في مشهد يُلخص معاناة شعب محاصر تحت نار الحرب والجوع، انتشر على مواقع التواصل مقطع مؤلم يُظهر الدكتور الجامعي الفلسطيني غانم العطار، وهو يجري حاملاً زجاجات فارغة في شوارع قطاع غزة المدمَّر، يبحث عن نقطة ماء في مدينة تعاني من مجاعة عطشى وسط حصار إسرائيلي خانق.

أستاذ جامعي يتوسل الماء

لم يكن الرجل الذي يظهر في الفيديو متسولاً أو نازحاً حديث العهد بالمآسي، بل هو أستاذ جامعي مرموق، لطالما وقف على منابر التعليم، وكرّس سنوات عمره لخدمة الطلبة والعلم، ظهر الدكتور غانم العطار وهو يحمل أربع زجاجات فارغة ويهرول بين الحارات، على وجهه ملامح الإنهاك والخذلان، في مشهد لاقى تفاعلاً واسعًا ملؤه الألم والغضب.

المشهد لم يكن فقط دليلًا على انهيار البنية التحتية، بل شهادة حيّة على كيف انكسر العلم أمام العطش، وكيف أن الحرب لا تميّز بين مدني وعالم، بين طالب ومعلّم.

غزة.. حيث تنكسر الكرامة على صخرة العطش

المقطع الموجع أثار موجة من التعاطف الواسع، كونه جاء من قلب معاناة حقيقية تضرب كل بيت في القطاع.
لم يعد الحصول على شربة ماء أمرًا بديهيًا، بل بات حلمًا يركض الناس وراءه، حتى أولئك الذين علّموا أجيالاً وصنعوا أملاً في أحلك الأوقات.

تكريم سابق.. وخذلان حاضر

بعد تداول الفيديو، ظهرت صور لتكريم الدكتور العطار، فظن البعض أنها جاءت بعد انتشار المقطع، لتكريمه على صبره أو رمزيته، غير أن نجله أوضح الحقيقة: "الصورة تعود لما قبل الحرب، في حفل تكريم طلاب الثانوية العامة، وقد اعتاد والدي وجدّي إقامة مثل هذه الحفلات على نفقتهما الخاصة".

كان هذا الرجل يكرم طلاب العلم بالأمس، واليوم ينهكه العطش، في مفارقة مريرة تُجسّد مدى ما وصل إليه الانهيار الإنساني في غزة.

الدكتور غانم العطار أصبح رمزاً لمعاناة النخبة في زمن الحصار، لا يبحث عن ماء فقط، بل يركض وراء ما تبقى من كرامة شعب يُصارع البقاء، ويكتب فصلاً جديداً في ألم لا ينتهي.

التعليقات (0)