-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
مناطق كاملة بلا خدمات: عطش وظلام لأكثر من 30 ساعة في الجيزة
بالتزامن مع موجة الحر
مناطق كاملة بلا خدمات: عطش وظلام لأكثر من 30 ساعة في الجيزة
-
28 يوليو 2025, 9:49:32 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
شهدت محافظة الجيزة شمالي مصر خلال اليومين الماضيين انهيارًا كارثيًا في الخدمات الأساسية، تمثّل في انقطاع كامل للكهرباء والمياه عن ملايين السكان في ذروة موجة حرّ شديدة، وسط صمت رسمي مطبق من الجهات الحكومية المعنية. الأحياء المتضررة شملت مناطق واسعة مثل إمبابة، والهرم، والعجوزة، وفيصل، وبولاق الدكرور، والبدرشين، والمنيب، وأوسيم، إضافة إلى مناطق في أكتوبر والوراق، ما دفع المواطنين إلى التعبير عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتهام الدولة بـ"التخلي عن الناس".
ورغم أن الكارثة امتدّت من السبت إلى ظهر الأحد، لم يصدر أي توضيح رسمي فوري من وزارتي الكهرباء أو الري أو حتى من محافظة الجيزة، ما عمّق الإحساس العام لدى المواطنين بأنهم مُهملون بلا أدنى اكتراث، بحسب شهادات عديدة لـ"العربي الجديد". وكانت أرقام الطوارئ التابعة لشركتي الكهرباء والمياه خارج الخدمة طوال الأزمة، ما زاد من تعقيد الموقف.
أزمة مضاعفة وحرائق
وبحسب معلومات من مصادر فنية مطلعة، فإن الخلل بدأ بعطل كبير في محطة كهرباء جزيرة الدهب، التي تغذّي معظم مناطق الجيزة، ما أدّى بدوره إلى توقف محطات المياه المعتمدة على الكهرباء في تشغيل مضخّاتها، ليتحوّل المشهد إلى حصار مزدوج من العطش والظلام.
في إمبابة، اشتعلت النيران في عدد من المحولات الكهربائية القديمة بسبب الضغط الحراري والأحمال الزائدة، واستدعت الحوادث تدخل قوات الدفاع المدني. وتكرّرت هذه الحرائق في مناطق أخرى بالجيزة، ما جعل دائرة المتضررين تتسع على نحو مرعب دون تدخل عاجل أو خطة طوارئ واضحة.
مواطنون بلا صوت
على مواقع التواصل، انفجرت حملة غضب شعبي ضد غياب الشفافية والتواصل، وتساءل كثيرون عن جدوى مليارات الجنيهات المنفقة سنويًا على البنية التحتية، إذا كانت الحكومة عاجزة عن احتواء عطل فني واحد أو حتى طمأنة المواطنين وتحديثهم بالمستجدات.
وفي بيان صدر لاحقًا اليوم الأحد، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن الارتفاع غير المسبوق في الأحمال الكهربائية بلغ 800 ميغاوات في يوم واحد، مشيرة إلى أن الطلب الأقصى على الشبكة وصل إلى 38.800 ميغاوات، وهو أعلى معدل في تاريخ الشبكة المصرية الموحدة، بحسب بيانات المركز القومي للتحكم في الطاقة.
وأكدت الوزارة أن الشبكة تمكّنت من تجاوز "اختبار غير مسبوق" في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، دون أن تشير إلى أي تفاصيل بشأن أسباب الانقطاع في الجيزة أو الخطوات المقبلة لتفادي تكرار الكارثة.
فشل مؤسسي شامل
ويرى خبراء ومتابعون أن ما حدث في الجيزة لا يمكن اختزاله في خلل كهربائي أو مائي، بل يعكس فشلًا بنيويًا في التخطيط وإدارة الأزمات والتواصل مع الجمهور، إضافة إلى غياب المحاسبة. ويؤكد مراقبون أن هذا النوع من الأزمات يعمّق الهوة المتسعة أصلًا بين الدولة والمواطن، في ظل أزمات اقتصادية خانقة وضغوط غير مسبوقة على الفئات الفقيرة والمتوسطة.
في بلد يعاني من أزمات معيشية حادة وتدهور ثقة المواطن بالمؤسسات، يبدو انقطاع المياه والكهرباء لأكثر من 24 ساعة وكأنه جرس إنذار خطير لا يمكن السكوت عنه.









