عشرات المصابين

حريق سنترال رمسيس: مأساة في قلب القاهرة تودي بحياة 4 موظفين

profile
  • clock 8 يوليو 2025, 10:27:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

اندلع مساء الاثنين حريق هائل في مبنى سنترال رمسيس بمنطقة الأزبكية بوسط القاهرة، أسفر عن مصرع 4 موظفين بوزارة الاتصالات وإصابة 27 آخرين، جميعهم كانوا في موقع عملهم لحظة اندلاع النيران. ومنذ ليل الاثنين، تحاول قوات الحماية المدنية السيطرة على الحريق والحد من امتداده، فيما تستمر عمليات التبريد حتى اليوم الثلاثاء لمنع اشتعال النيران مجددًا، بعد رصد تصاعد دخان من أحد الطوابق.

رجال الإطفاء يتتبعون بؤر الدخان بدقة، وسط حالة تأهب في محيط المبنى التاريخي لمنع أي كارثة إضافية. فرق الحماية استعانت بخزانات مياه ضخمة وشاحنات دعم من شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى لضمان استمرار الإمداد بالمياه.

التفاصيل الأولية والتحرك العاجل

المعاينة المبدئية أرجعت سبب الحريق إلى ماس كهربائي في المكاتب الإدارية بالطابق السابع، امتدت نيرانه إلى طوابق أخرى. وزارة الداخلية دفعت بـ 12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكي إلى الموقع، بينما تم فصل التيار الكهربائي والغاز فورًا لمنع انفجارات أو انتشار اللهب إلى الأبنية المجاورة.

كما انتشرت سيارات الإسعاف، وتمركزت 8 سيارات طبية تحسبًا لنقل المصابين والضحايا. وشهدت شوارع وسط القاهرة وطرق الربط مع الجيزة، مثل كوبري أكتوبر و15 مايو، اختناقات مرورية كبيرة بسبب إغلاق الشوارع المحيطة وتحويلات مرورية فرضها رجال المرور لتسهيل عمليات الإنقاذ.

جهود مضنية للسيطرة

بعد نحو 13 ساعة من العمل المتواصل، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحريق بالطابق السابع، لكن النيران تجددت ثلاث مرات أثناء عمليات التبريد. عمليات التتبع والرصد الدقيقة مستمرة لضمان عدم عودة اللهب أو اندلاع حرائق جديدة في المبنى المترامي الأطراف.

قيادات أمنية وتنفيذية من محافظة القاهرة ومديرية الأمن انتقلت إلى موقع الحادث للإشراف ميدانيًا على جهود الإطفاء والإنقاذ، في وقت شكلت فيه غرفة عمليات لمتابعة الموقف لحظة بلحظة.

إجراءات النيابة والتحقيقات

فريق من النيابة العامة بشمال القاهرة انتقل لمعاينة موقع الحريق وبدأ تحقيقًا موسعًا في أسبابه وملابساته. وقررت النيابة العامة:

انتداب خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات وتحديد السبب الدقيق لاندلاع النيران.

تكليف الأجهزة الأمنية بجمع التحريات اللازمة ومناقشة شهود العيان.

التصريح بدفن جثامين الموظفين الأربعة من الشركة المصرية للاتصالات الذين لقوا مصرعهم في موقع العمل.

تشكيل لجنة هندسية لفحص المبنى وتحديد حجم الأضرار والتشققات ومدى سلامته للاستخدام مستقبلاً.

توجيه بسرعة إزالة آثار الحريق من موقع الحادث حفاظًا على السلامة العامة.

أبعاد إنسانية وتنظيمية

الحريق يسلط الضوء مجددًا على مخاطر الماس الكهربائي في المباني الحكومية القديمة، وحاجة تلك المنشآت إلى مراجعة شاملة في أنظمة السلامة والتجهيزات الوقائية. كما يعكس استنزافًا كبيرًا للجهود الأمنية والطبية في مواجهة الكوارث الكبرى بوسط العاصمة المزدحمة.

هذه المأساة أعادت النقاش حول جاهزية الطوارئ والتنسيق بين أجهزة الدولة في مواجهة الأزمات، وسط مطالبات بتحقيق شفاف، وتعويض الضحايا، وتدابير عاجلة لمنع تكرار الكارثة في مبانٍ مماثلة.

التعليقات (0)