تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

في تطور يُعد الأبرز منذ شهور، كشفت مصادر متقاطعة عن اجتماع غير معلن عُقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في خطوة تشير إلى تحولات لافتة في مسار الاتصالات بين دمشق وتل أبيب.

لقاء غير مفاجئ.. لكنه بالغ الدلالة

مصدران تحدثا لموقع "الجمهورية.نت" أكدا وقوع اللقاء يوم أمس، موضحَين أنه ليس الأول من نوعه. أحد المصدرين، وهو دبلوماسي إقليمي، وصف الاجتماع بأنه "جزء من سلسلة اتصالات سرية تجري منذ فترة"، في حين أشار المصدر السوري إلى أنّ "المحادثات وصلت مرحلة متقدمة تتطلب وجهاً لوجه".

ورغم التعتيم الرسمي، رُصدت مؤشرات على الأرض عززت من صدقية التسريبات. إذ أفاد الصحفي السوري فراس دالاتي أن طائرة خاصة من طراز "Bombardier Challenger 604" وصلت من إسرائيل إلى أبو ظبي بالتزامن مع وصول الشرع، وهي طائرة مرتبطة سابقًا برحلات الاستخبارات الإسرائيلية إلى عدد من العواصم العربية.

تسارع في الإيقاع الدبلوماسي

يبدو أن اللقاء يأتي ضمن تحرك أوسع، تقوده أطراف إقليمية ودولية، لإحياء مسار تفاوضي بين سوريا وإسرائيل. إذ أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، في مؤتمر صحفي عقده يوم أمس في بيروت، أن "الحوار بين البلدين قد بدأ بالفعل"، لافتًا إلى أن "جميع الأطراف تسارع للوصول إلى اتفاق".

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تسعى واشنطن لتثبيت خارطة جديدة للمنطقة بعد الحرب على غزة، تشمل على ما يبدو استدراج النظام السوري إلى إعادة تموضع سياسي.

إعادة تأهيل بغطاء تفاوضي؟

المفارقة أن اسم أحمد الشرع – الذي لا يتمتع باعتراف دولي واسع – بدأ يبرز كواجهة لملف التفاوض، ما يثير تساؤلات عن مدى الجدية، وعن الأطراف التي ترعاه. كما أن اللقاءات المتكررة في الإمارات تؤكد الدور النشط الذي تلعبه أبو ظبي في هندسة تفاهمات إقليمية تتجاوز السياقات التقليدية، وغالبًا ما تُطرح بوصفها "تطبيعًا غير معلن".

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق أو تل أبيب، ما يعزز الانطباع بأن المسار لا يزال في مراحله الأولية – وإن كان قد تجاوز مرحلة الجس النبض.