وحدة الدعاء.. من غزة إلى عرفات

غزة ويوم عرفة: صبر أهل الأرض المباركة يرتفع دعاءً في صعيد الرحمة

profile
  • clock 5 يونيو 2025, 1:37:19 م
  • eye 455
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وقفة عرفات

محمد خميس

 

من غزة إلى عرفات: أرواح تتوق للسكينة والدعاء

 

في قلب المعاناة، حيث الحصار والآلام اليومية في غزة، ينبض يوم عرفة كنبض روحٍ تتطلع إلى رحمات الله. فبينما يقف ملايين الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، ترتفع دعوات أهل غزة معهم، رغم بعد المسافات، لتكون جزءاً من هذا اليوم العظيم.

يوم عرفة في غزة لا يُقاس بالمكان، بل بالنية واليقين والثقة في رحمة الله، حيث يتّجه الغزيون بقلوبهم إلى السماء، يرفعون أكف الدعاء رجاء الغوث والنصر والفرج، تماماً كما يفعل الحجاج في صعيد عرفات.

صعيد عرفات يستقبل دعاء الصامدين

رغم أن عددًا قليلاً من أهل غزة تمكنوا هذا العام من الوصول إلى مكة المكرمة بفعل ظروف الحصار المعقدة، إلا أن من بقوا على الأرض المحاصرة يعيشون روح يوم عرفة بكل تفاصيله؛ صيامًا، وقيامًا، وذكراً، ودعاءً لا ينقطع.

المساجد في غزة امتلأت بالمصلين في هذا اليوم، والبيوت تحوّلت إلى محاريب دعاء. الجميع يلهج بالدعاء: للمرضى، للشهداء، للأسرى، ولتحقيق النصر والفرج القريب. دعاء يحمل أوجاع الحياة، ويضعها بين يدي الرحمن الرحيم.

وحدة الدعاء.. من غزة إلى عرفات

في خطبة عرفة لهذا العام، شدّد الشيخ الدكتور يوسف بن سعيد على أهمية وحدة الأمة، ونبذ التفرقة، والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه. كلمات تتردد في قلوب أهل غزة، الذين يرون في اجتماع الأمة على صعيد عرفات صورةً لما يجب أن تكون عليه دائمًا: متراصة، متماسكة، متعاطفة، لا تفرّقها الحدود ولا تعزلها الجغرافيا.

غزة تدعو.. والمسلمون يلبّون

أهل غزة، الذين اعتادوا الألم، يعلمون أن الدعاء في يوم عرفة مفتاحٌ لا يُردّ، وأن فضل هذا اليوم قد يغيّر القدر. ولذلك، لا تمر لحظة في هذا اليوم إلا ويُرفع فيها دعاء إلى السماء:

اللهم ارفع عنّا البلاء، وفكّ الحصار، واجعل لنا من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً.

إنه يوم الرجاء، ويوم تجتمع فيه دعوات المظلومين مع دعاء الحجاج، في صعيدٍ واحد، هو صعيد عرفات، وأملٍ واحد، هو نصرٌ وعد الله به عباده الصابرين.

دعاء غزة في يوم عرفة

توصي غزة أبناء الأمة: لا تنسونا من دعائكم في يومٍ هو أحبّ إلى الله. فمن لا يستطيع أن ينصر بالمال أو بالموقف، فليدعو: "اللهم كن لأهل غزة عوناً ونصيراً، واشفِ جرحاهم، وارزقهم الأمن، وأقرّ أعينهم بالحرية والكرامة."

فالدعاء هو سلاح الموقنين، وهو عهد لا ينكسر بين أهل الأرض المباركة وربّ السماوات.

يذكر ان يوم عرفة في غزة ليس يوماً عاديًا، بل هو وعد بالصبر، وبشارة بالفرج، وميثاق مع الله أن تبقى القلوب معلّقة به، مهما اشتد الحصار أو طال الطريق إلى مكة.

التعليقات (0)