غريزة لا تنطفئ.. طائر في الأسر يتدرّب على فنون البقاء بلعبة صغيرة

profile
  • clock 19 مايو 2025, 3:19:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت: شيماء مصطفى

هذا البطل هو كيفن، وهو طائر من نوع "السريما حمراء الأرجل". وُلد كيفن وتربّى في الأسر داخل حديقة حيوانات كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية. وخلال مراقبة الحارس وبعض الزوار له، شوهد كيفن وهو يلتقط لعبة بلاستيكية على شكل سحلية مرارًا، ثم يقذفها نحو قطعة صخر على الأرض.

لكن، لماذا يفعل كيفن ذلك؟ ولماذا يكافئه الحارس بقطعة طعام كلما أصاب الصخرة؟ لفهم هذا السلوك الغريب، علينا أن نلقي نظرة على سلوك هذا النوع من الطيور في بيئته الطبيعية.

لمحة عن طائر السريما أحمر الأرجل

تعيش طيور السريما حمراء الأرجل (الاسم العلمي: Cariama cristata) في أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في دول مثل الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، الباراغواي، والأوروغواي.

تتخذ من المروج والتلال والمناطق الشوكية القريبة من الأنهار والجداول موطنًا لها، ويمكن أن يصل طولها إلى ثلاثة أقدام. تمتاز بريش رمادي مائل إلى الأبيض يُساعدها على التمويه وسط الأعشاب الطويلة، بينما تتميّز أرجلها باللون الأحمر، وهو ما منحها اسمها المعروف.

من حيث الشكل، تجمع السريما حمراء الأرجل خصائص متعددة من طيور مختلفة:

أرجلها ومخالبها تشبه تلك التي في الطيور المائية.

مناقيرها تشبه مناقير الدجاج.

وقفتها وحركتها تشبه طائر "الريا" الأمريكي الكبير.

ما سر سلوك الضرب العنيف (الـ Thrashing)؟

تُعد هذه الطيور من الأنواع الانتهازية في التغذية، حيث تتناول مجموعة متنوعة من الفرائس.
تشمل وجباتها الحشرات، السحالي، الثعابين، والقوارض الصغيرة. كما تتغذى على البيض والحبوب والفاكهة كمصادر إضافية.

لكن عند صيد الزواحف والقوارض، تقوم هذه الطيور بـضرب الفريسة بعنف أو هزّها بقوة ثم رميها على صخور أو أجسام صلبة. هذا السلوك يُعرف باسم "الضرب" أو thrashing، وهو جزء أساسي من طريقتها في الصيد، حيث إنها لا تبتلع فريستها كاملة، بل تمزقها إلى أجزاء صغيرة قبل التهامها.
لذلك، يجب أن تكون الفريسة ميتة أو على الأقل غير قادرة على الهرب.

تعزيز السلوك الطبيعي في بيئة الأسر

من مبادئ الرفق بالحيوان في حدائق الحيوانات والمراكز البيئية، توفير بيئة تسمح للحيوانات بممارسة سلوكياتها الطبيعية. وقد أثبتت الدراسات أن هذا النوع من التفاعل يعزّز من صحة الحيوان النفسية والبدنية.

في حالة كيفن، فإن توفير لعبة بلاستيكية تشبه الزواحف، مع صخرة تمثل أداة الضرب، يتيح له ممارسة سلوكه الغريزي وكأنه يعيش في البرية. وعلى الرغم من أن هذا السلوك فطري، إلا أنه يحتاج إلى تحفيز وتكرار لتطوير المهارات.

التدريب بالمكافأة: تشجيع على الصيد التخيلي

ربما لاحظت أن الحارس يُكافئ كيفن بقطعة طعام عند كل مرة يُصيب فيها "الفريسة المزيفة" بالصخرة.
هذا التدريب القائم على نظام المكافأة يُحفّز الطائر على مواصلة السلوك وتكراره بإتقان، تمامًا كما يحصل على مكافأته في الطبيعة عند الإمساك بالفريسة.

هكذا يُمكن لكيفن أن يُحافظ على مهاراته كصيّاد بارع، رغم كونه في بيئة أسر.

التعليقات (0)