تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

قُتل 15 شخصًا وأُصيب 12 آخرون، في غارة جوية نفذتها قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة، استهدفت سوقًا مكتظًا في مدينة الفاشر شمال دارفور، وفق ما أفاد به عامل إغاثة ومجموعة محلية تتابع تطورات الحرب في السودان. الهجوم الدموي يأتي بعد أيام قليلة من قصف مسجد في المدينة، أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا، بينهم مصلون وثلاثة أطباء، في تصعيد خطير يُضاف إلى سلسلة المجازر اليومية التي تشهدها المنطقة.

هجوم على المدنيين وسط صمت دولي

عامل الإغاثة الذي تحدث لوكالة "أسوشيتد برس" شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من انتقام قوات الدعم السريع، أكد أن الغارة وقعت صباح الثلاثاء، واستهدفت تجمعًا مدنيًا داخل السوق، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في لحظات. وأضاف أن الإصابات كانت حرجة، وأن فرق الإنقاذ واجهت صعوبة في الوصول إلى الموقع بسبب استمرار التوترات الأمنية.

لجان المقاومة: مجازر ممنهجة

في بيان نشرته على فيسبوك، وصفت لجان المقاومة في الفاشر، وهي شبكة من السكان المحليين والنشطاء، الهجوم بأنه "هجوم وحشي يأتي ضمن سلسلة لا حصر لها من المجازر المتكررة التي تنفذها قوات الدعم السريع يوميًا". وأشارت إلى أن هذه الجرائم تُرتكب في ظل غياب أي رقابة دولية حقيقية، ما يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات بحق المدنيين.

الاحتلال الداخلي والعدوان المستمر

ما يجري في الفاشر يُعد نموذجًا صارخًا للاحتلال الداخلي الذي تمارسه قوات مسلحة خارجة عن القانون، تفرض سيطرتها بالقوة وتستخدم الطائرات المسيّرة في تنفيذ عمليات عدوانية ضد السكان العزل. هذا النمط من العدوان يذكّر بممارسات الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، حيث تُستخدم التكنولوجيا العسكرية لاستهداف المدنيين وترويعهم.

دعوات للتحقيق ومحاسبة المسؤولين

وسط هذا التصعيد، تتصاعد الدعوات من منظمات حقوقية دولية ومحلية بضرورة فتح تحقيق عاجل في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، وقال أحد نشطاء لجان المقاومة: "ما يحدث في الفاشر ليس مجرد اشتباك، بل هو إبادة ممنهجة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك قبل أن تتحول دارفور إلى مقبرة جماعية جديدة".