-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
عيد الأضحى في طولكرم تحت الحصار: الاحتلال يواصل تدمير المخيمات وتشريد الآلاف
مخطط ممنهج لتفريغ المخيمات من سكانها
عيد الأضحى في طولكرم تحت الحصار: الاحتلال يواصل تدمير المخيمات وتشريد الآلاف
-
6 يونيو 2025, 1:30:41 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، حوّل الاحتلال الإسرائيلي بهجته إلى مأساة إنسانية متواصلة في شمالي الضفة الغربية، بعد أن شرعت آلياته العسكرية بتنفيذ عمليات هدم واسعة في مخيم طولكرم، وذلك ضمن عدوان مستمر دخل يومه الـ131 على التوالي، وسط صمت دولي مريب وغياب لأي تحرك فعّال.
جرافات الاحتلال تدمر المساكن وتعيد رسم المخيم
منذ ساعات الصباح الأولى، شاركت خمس جرافات عسكرية إسرائيلية ضخمة في تدمير عشرات المباني داخل مخيم طولكرم، حيث طالت عمليات الهدم أكثر من 300 وحدة سكنية، بالإضافة إلى عشرات المنشآت التجارية التي تمثل عصب الحياة اليومية لسكان المخيم.
ويبدو أن الاحتلال يسعى من خلال هذه العمليات إلى تغيير المعالم الجغرافية والبنية التحتية للمخيم، ضمن خطة موسعة تستهدف 106 مبانٍ، منها 58 في مخيم طولكرم و48 في مخيم نور شمس المجاور
حصار خانق واستهداف مباشر للأهالي
في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار عسكري مشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تنتشر القوات في الأزقة والحارات، وتمنع السكان من الوصول إلى منازلهم أو أخذ مقتنياتهم.
وبحسب شهود عيان، يتم إطلاق النار مباشرة على كل من يحاول الاقتراب من منطقته، مما يُفاقم معاناة الأهالي ويُكرس حالة من الرعب والخوف.
أرقام صادمة: شهداء وجرحى ودمار واسع
أسفر هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير عن استشهاد 13 مواطنًا، من بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات العشوائية، وسط دمار واسع طال المنازل والمحال التجارية والبنية التحتية وحتى المركبات الخاصة بالمواطنين.
وقد وثّقت الجهات المختصة تدمير أكثر من 400 منزل تدميرًا كليًا، فيما تضرر 2573 منزلًا جزئيًا، في مشهد يعكس مدى وحشية العدوان واستهدافه المباشر للمكون المدني الفلسطيني.
تهجير قسري ومأساة إنسانية متفاقمة
نتيجة لهذه العمليات، اضطر أكثر من 4200 عائلة للنزوح من المخيمين، أي ما يعادل أكثر من 25 ألف مواطن أصبحوا بلا مأوى في ظروف إنسانية صعبة وقاهرة.
وتعيش هذه العائلات حالة من التيه والمعاناة المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر، وسط مطالبات للجهات المعنية والمسؤولين عن ملف النزوح في محافظة طولكرم بضرورة تقديم المساعدة الفورية والإغاثة العاجلة.
مخطط ممنهج لتفريغ المخيمات من سكانها
لا تقتصر جرائم الاحتلال على عمليات القتل والهدم، بل تشمل أيضًا سياسة طويلة المدى تهدف إلى تفريغ المخيمات الفلسطينية من سكانها، وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة عبر إغلاق مداخلها بالسواتر وتضييق الخناق على من تبقى فيها.
هذا المشهد يُعزز المخاوف من مخطط إسرائيلي استيطاني يسعى إلى إزالة الوجود الفلسطيني من هذه المناطق المحورية في شمال الضفة الغربية.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يُطرح سؤال جوهري: إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتًا أمام هذا التصعيد الخطير؟ وإلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني وحيدًا في معركة البقاء والصمود؟










