مركبة يابانية خاصة تتحطم أثناء محاولة الهبوط على سطح القمر

profile
  • clock 6 يونيو 2025, 1:28:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

تحطمت مركبة هبوط قمرية يابانية خاصة يوم الجمعة أثناء محاولتها الهبوط على سطح القمر، في أحدث إخفاق ضمن السباق التجاري المتسارع نحو القمر. وأعلنت شركة "آيسبيس" (ispace) ومقرها طوكيو فشل المهمة بعد ساعات من انقطاع الاتصال بالمركبة، حيث حاول المراقبون إعادة الاتصال بها دون جدوى، مما دفعهم إلى إعلان إنهاء المهمة.

الاتصال ينقطع قبل الهبوط بدقائق

انقطعت الاتصالات أقل من دقيقتين قبل الهبوط المقرر للمركبة برفقة روبوت صغير على سطح القمر. وحتى تلك اللحظة، بدا أن عملية الهبوط تسير بشكل جيد من مدار القمر. واعتذر المدير التنفيذي ومؤسس الشركة، تاكاشي هاكامادا، لكل من ساهم في المهمة، وهي المحاولة الثانية التي تنتهي بالفشل.

أسباب التحطم المحتملة

أشارت التحليلات الأولية إلى أن نظام الليزر لقياس الارتفاع لم يعمل كما هو مخطط له، ما أدى إلى هبوط المركبة بسرعة زائدة. وقالت الشركة في بيان إن ذلك يُرجّح أن المركبة قامت بـ"هبوط عنيف" على سطح القمر.

تجارب سابقة وإخفاقات سابقة

سبق لشركة ispace أن فشلت في أول محاولة هبوط عام 2022، مما ألهم اسم المركبة الجديدة "ريزيليانس" (Resilience - الصمود). وكانت المركبة تحمل روبوتًا لجمع عينات من تربة القمر ومنزلًا صغيرًا من تصميم فنان سويدي لوضعه على السطح القمري.

السباق الخاص نحو القمر

شهد عام 2019 بداية دخول الشركات الخاصة سباق استكشاف القمر الذي طالما كان محصورًا بالحكومات. انطلقت مركبة Resilience في يناير الماضي من فلوريدا، على متن صاروخ تابع لشركة SpaceX، برفقة مركبة "بلو غوست" التابعة لشركة Firefly Aerospace، والتي هبطت بنجاح في مارس.

كما وصلت مركبة شركة Intuitive Machines إلى القمر لاحقًا لكنها تحطمت فور الهبوط قرب القطب الجنوبي للقمر. أما Resilience فاستهدفت منطقة "بحر البرد" (Mare Frigoris) ذات التضاريس الأقل خطورة شمال سطح القمر.

مهام المركبة وروبوت "تيناشس"

كان من المقرر أن تبث المركبة صورًا فور الهبوط، وأن تُنزِل الروبوت المرافق "تيناشس" (Tenacious) في عطلة نهاية الأسبوع. ويزن الروبوت الأوروبي الصنع 5 كغم، ومزود بكاميرا عالية الدقة ومجرفة لجمع عينات لصالح ناسا. كما حمل الروبوت منزلًا صغيرًا باللون الأحمر من تصميم الفنان السويدي ميكائيل غينبيرغ، لوضعه على سطح القمر كرمز فني.

آمال مستقبلية رغم الفشل

أكد هاكامادا قبيل محاولة الهبوط أن الفريق تعلم من التجربة الأولى، واعتبر هذه المحاولة "خطوة على الطريق" نحو إطلاق مركبة أكبر بالتعاون مع ناسا بحلول عام 2027. ومع ذلك، أقر مهندسو الشركة بأنهم لا يمتلكون "موارد غير محدودة" ولا يحتملون تكرار الإخفاقات.

مشهد المنافسة القمرية

تستعد شركتان أميركيتان أخريان للهبوط على القمر قبل نهاية العام: شركة Blue Origin المملوكة لجيف بيزوس، وشركة Astrobotic التي فشلت مهمتها السابقة في 2024 بعد أن ضلت طريقها وتحطمت في الغلاف الجوي للأرض.

من الحكومات إلى القطاع الخاص

على مدى عقود، كانت الحكومات وحدها تتسابق نحو القمر. وحتى الآن، نجحت خمس دول فقط في الهبوط الآلي على سطحه: روسيا، الولايات المتحدة، الصين، الهند، واليابان. ومن بينها، وحدها الولايات المتحدة أرسلت بشرًا إلى القمر (12 رائدًا من ناسا بين عامي 1969 و1972).

وتخطط ناسا لإرسال أربعة رواد حول القمر العام المقبل، يتبعها أول هبوط بشري منذ أكثر من نصف قرن باستخدام مركبة "ستارشيب" التابعة لـ SpaceX. ومن جانبها، تستهدف الصين إنزال روادها على القمر بحلول عام 2030.

التعليقات (0)