-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
"عملية الردع الكبرى".. قراءة أولية في أبعاد الهجوم الإسرائيلي على العمق الإيراني
"عملية الردع الكبرى".. قراءة أولية في أبعاد الهجوم الإسرائيلي على العمق الإيراني
-
13 يونيو 2025, 8:33:07 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: فريق التحرير العسكري – 180 تحقيقات
في واحدة من أكثر العمليات تعقيداً منذ عقود، نفّذت إسرائيل هجوماً مشتركاً بين وحدات النخبة والموساد والاستخبارات العسكرية داخل العمق الإيراني، استهدف منظومة القيادة والسيطرة العليا في الجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى منشآت ومراكز حيوية بالغة الحساسية، ضمن ما يبدو أنه "ضربة استباقية مركبة" تهدف لتغيير قواعد الاشتباك الإقليمي.
عملية دقيقة بتخطيط استخباراتي مسبق
تشير المعلومات الميدانية إلى أن الهجوم جرى التخطيط له بعناية فائقة استخبارياً وعسكرياً، مع اعتماد إسرائيل على طائرات انتحارية صغيرة تم إدخالها إلى إيران خلال الأشهر الماضية، وتم تفعيلها من قواعد أرضية أنشأتها تل أبيب في العمق الإيراني، بالتوازي مع استخدام طائرات "F-35" لتنفيذ الضربة الرئيسية.
أكثر ما يلفت هو اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية بالكامل، وتعطيلها في الدقائق الأولى للهجوم، ما سمح بحرية جوية شبه تامة، وهو ما يعكس فشلاً استخباراتياً إيرانياً كبيراً.
شل منظومة القيادة وضرب هيكل الردع
استهدفت الضربات الإسرائيلية قادة بارزين في الحرس الثوري وهيئة الأركان، منهم:
حسين سلامي (قائد الحرس الثوري)
محمد حسين باقري (رئيس هيئة الأركان)
غلام علي راشد (قائد قاعدة خاتم الأنبياء)
بالإضافة إلى عدد من علماء البرنامج النووي الإيراني.
الهدف الرئيسي يبدو أنه شل قدرة طهران على اتخاذ القرار والرد السريع، وذلك عبر ضرب الهيكل القيادي الذي يدير العمليات العسكرية والأمنية والنووية، وبالتالي إدخال النظام الإيراني في حالة ارتباك استراتيجي.
إسرائيل ترفع مستوى الردع إلى أقصاه
الهجوم لم يكن فقط لمنع رد إيراني على اغتيال سابق أو لمنع هجوم محتمل، بل لنقل معادلة الردع إلى مرحلة تفكيك الردع الإيراني ذاته، عبر إظهار القدرة الإسرائيلية على الوصول إلى قلب إيران وضربها بدقة وفاعلية، دون أن تتمكن طهران من اعتراض الضربة أو منعها.
رسائل تفاوضية مشفّرة
يتزامن الهجوم مع دعوة أمريكية لجولة جديدة من المفاوضات النووية، كانت إيران قد أبدت استعدادها لها، ما يشير إلى عملية تضليل استراتيجي مارستها واشنطن وتل أبيب معاً، بهدف فرض وقائع جديدة قبل الجلوس على الطاولة.
إسرائيل – وفق هذا السيناريو – لا تسعى فقط لوقف البرنامج النووي، بل لوضع النظام الإيراني أمام خيارين أحلاهما مرّ:
إما رد نوعي كبير، مع ما يعنيه ذلك من التصعيد العسكري الواسع
أو القبول بشروط الاتفاق الجديد بعد تعرضه لهزة أمنية قاسية
ساعات حاسمة أمام أعين العالم
المنطقة بأسرها اليوم تقف على أعتاب مواجهة خطيرة، وإيران أمام اختبار الردع الأصعب في تاريخها الحديث.
هل سترد بضربة نوعية تستعيد بها هيبتها؟
أم تدخل في سلسلة حسابات تأجيل وتفاوض من موقع الضعف؟
وهل ستسمح إسرائيل أصلاً لطهران بأن تلتقط أنفاسها وترد؟
المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد ميزان القوة الجديد في الشرق الأوسط.
ترقّبوا تغطيتنا المتواصلة عبر موقع 180 تحقيقات







.jpg)
.jpg)