سلسلة مشؤومة لإبادة الشعب الفلسطيني

عراقجي: تصريحات إسرائيل الكبرى إعلان صريح لانتهاك سيادة دول المنطقة

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 9:47:58 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن التصريحات والإجراءات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سياق تنفيذ المخطط التوسّعي والعدواني لما يُسمى بـ«إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات»، ليست مجرد ادعاء عابر، بل هي إعلان صريح ومباشر عن سياسة واستراتيجية تهدف إلى انتهاك السيادة الوطنية ووحدة الأراضي وأمن الدول المستقلة في المنطقة، بما في ذلك سوريا والأردن ومصر ولبنان، بل وحتى الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية.

وأوضح عراقجي أن هذا المخطط يتجاوز مجرد أطماع توسعية، بل يحمل في طياته تهديدًا استراتيجيًا مباشرًا لأمن المنطقة وسيادتها، مشددًا على أن السياسات الإسرائيلية تسعى إلى فرض أمر واقع جديد يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الشعوب.

توجهًا خطيرًا يهدد التوازن الإقليمي

وأضاف أن الحديث عن "إسرائيل الكبرى" يعكس توجهًا خطيرًا يهدد التوازن الإقليمي، ويضع الدول المستقلة أمام تحديات وجودية.

 

ونوه عراقجي، في مقال رأي بصحيفة «الشرق الأوسط»، اليوم الأحد، أن «هذا الادعاء الخطير يعد تجسيدًا فاضحًا لانتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة للقانون الدولي، وكشفًا صريحًا عن نيات هذا الكيان العدواني في السعي للسيطرة على العالم الإسلامي بأسره».

وذكر أن «اهتمام الضمير العالمي، عشية الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، يتركز من جديد، وهذه المرة بإلحاح أشد، على الخطر الوجودي والهويّاتي الأكبر الذي يهدّد المنطقة والعالم الإسلامي، وهو الكيان الصهيوني؛ الذي أمعن في تدمير غزة تدميراً كاملاً، محولاً إياها إلى أرض محروقة، ومارس أفظع المجازر بحقّ النساء والأطفال، وشرّد السكان مرّة بعد أخرى بالتهجير القسري، مستخدماً التجويع والمجاعة كأداة إبادة جماعية مستحدثة، وجاعلاً من مراكز توزيع الغذاء مصائد موت للنساء والأطفال الأبرياء الجوعى، ليسطّر بذلك إحدى أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث».

إبادة جماعية مكتملة الأركان

وأوضح أن «ما يجري في قطاع غزة ليس مجرّد مواجهة عسكرية عابرة، ولا أزمة إنسانية عادية، بل هو إبادة جماعية منظّمة مكتملة الأركان، وتطهير عرقي صارخ يجري في ظل صمت أمريكي وغربي مطبق».

الاعتداءات على دول المنطقة 

ولفت إلى أن جرائم الكيان الصهيوني لا تقتصر على غزة وحدها؛ فالتوسّع المتسارع في الاستيطان بالضفة الغربية، مقروناً بممارسات المستوطنين المسلّحين الإرهابية ضد الفلسطينيين بغية تهجيرهم قسراً وضمّ الضفة إلى الكيان، إلى جانب تكثيف وتيرة تهويد القدس الشريف، وانتهاك وقف إطلاق النار بشكل متكرر والاعتداءات المستمرة على لبنان، والهجمات التي طالت البنى التحتية في اليمن، والسعي لتقويض أسس الدولة في سوريا وإشعال الفتنة فيها لتقسيمها.

فضلاً عن العدوان العسكري الأخير على إيران الذي أودى بحياة أكثر من ألف شهيد من أبناء وطني؛ وأخيراً التصريحات العلنية ونشر خرائط مزوّرة من قبل قادة هذا الكيان حول ما يُسمّى «الشرق الأوسط الكبير» ونياتهم التوسعيّة تجاه الجيران، فيها دلالة واضحة على انتشار هذا الورم السرطاني وتمدده في جسد المنطقة بأسرها.

سلسلة مشؤومة لإبادة الشعب الفلسطيني

وحذر من أنّ «خطة الاحتلال العسكري الكامل لقطاع غزة، وتهجير سكانه قسراً إلى مناطق نائية، ما هي إلا حلقة جديدة في السلسلة المشؤومة لإبادة الشعب الفلسطيني».

وشدد على أن «هذه الممارسات والتصريحات الصادرة عن مجرمي الحرب الصهاينة، الملاحقين من قبل المحاكم الدولية، إنّما تكشف بوضوح عن النيّة المبيّتة لهذا الكيان الغاصب المصطنع في استكمال مشروع التطهير العرقي. فهم يهدفون إلى محو الهويّة الجغرافية والسياسية لغزة على وجه الخصوص، وقضية فلسطين بوجه عام، محواً نهائياً لا رجعة فيه».

ودعا وزير الخارجية الإيراني، في مقاله، منظمة التعاون الإسلامي إلى أن «يكون اجتماعها الاستثنائي في جدة نقطة تحول، يتجاوز حدود بيانات التضامن والإدانة، نحو تشكيل تحالف إقليمي ودولي يفرض ضغوطًا سياسية وقانونية واقتصادية على إسرائيل لوقف عدوانها ومحاسبة قادتها كمجرمي حرب».

وشدد عراقجي على أن «واجب الدول الإسلامية يتمثل في الوحدة والتحرك العملي لإنقاذ غزة، وإقامة ممر إنساني آمن تحت إشراف الأمم المتحدة»، مؤكدًا أن «التاريخ سيحكم على الأمة الإسلامية بقدرتها على مواجهة هذا التهديد الوجودي وصون أمنها وهويتها».

التعليقات (0)