-
℃ 11 تركيا
-
24 أغسطس 2025
أول حوار مع صاحب خطة "احتلال غزة" بعد فصله من الجيش.. ماذا قال؟
"الدخول للبقاء ومعضلة اليوم التالي"
أول حوار مع صاحب خطة "احتلال غزة" بعد فصله من الجيش.. ماذا قال؟
-
24 أغسطس 2025, 10:07:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت قناة 12 الإسرائيلية، في تقرير موسع أعده الصحفي داني هيشت، تفاصيل مقابلة حصرية مع العميد (احتياط) إيريز وينر، الذي يوصف بأنه مهندس خطة احتلال مدينة غزة في إطار العملية المرتقبة التي أطلق عليها الاحتلال اسم "عربات جدعون 2". وينر، الذي فُصل مؤخرًا من الجيش الإسرائيلي، أكد أن الخطة المطروحة اليوم تستند إلى خطط قدمها سابقًا لرئيس الأركان، الذي اقتنع بها ووافق عليها منذ أشهر.
وينر أوضح أن العملية القادمة ستختلف بشكل كبير عن المراحل السابقة للحرب، حيث تركز على تهجير السكان المدنيين بالقوة من مناطق واسعة، وفرض حصار شامل يمنع أي إمدادات عن المدينة، بحيث يبقى داخلها فقط من يصنفهم الاحتلال بأنهم "مسلحون". وأكد أن الدخول البري لن يبدأ فورًا، بل بعد فترة طويلة من الاستنزاف، تهدف إلى إنهاك من تبقى داخل المدينة قبل بدء الاقتحام.
الدخول للبقاء
تقديرات الاحتلال تشير إلى أن العملية العسكرية قد تنطلق خلال شهر تقريبًا، بعد محاولة إجلاء نحو مليون فلسطيني إلى ما يسميه الاحتلال "مناطق إنسانية". ويؤكد وينر أن هذه المرة لن تكون مثل العمليات السابقة التي اعتمدت على الدخول والخروج السريع، بل سيكون الهدف "الدخول للبقاء"، أي السيطرة الميدانية الكاملة على مدينة غزة وتدمير البنية القيادية والعسكرية لحركة حماس.
وأضاف أن المياه والإمدادات ستكون أداة ضغط أساسية في هذه الخطة، حيث إن خط الأنابيب الرئيسي الذي يغذي غزة بالمياه يأتي من الغلاف، وبالتالي يمكن إيقافه بقرار إسرائيلي في أي وقت. هذا البعد اللوجستي، بحسب وينر، هو ما يجعل الخطة مختلفة عن المراحل السابقة.
تحذيرات من "فخ الموت"
لكن هذه الرؤية لا تحجب المخاطر الكبيرة التي تحيط بالعملية. فمدينة غزة تُعد واحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة، ومليئة بالأنفاق والعبوات الناسفة، وهو ما قد يوقع خسائر جسيمة في صفوف جيش الاحتلال. رئيس الأركان نفسه وصف دخول غزة بأنه "فخ موت"، وأكد أن الجيش لن يرسل قواته قبل أن تكون جاهزة بنسبة 100%.
من جانبه، شدد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، تامر هيمان، على أن العملية ستكون ضخمة للغاية، قائلاً: "سيبدأ السحق بدخول بري واسع النطاق إلى مدينة غزة. سيكون هائلاً، والطموح هو الوصول إلى تدمير شبه كامل، لكن الأمر سيستغرق شهورًا عديدة، وسندفع ثمنًا باهظًا على الصعيد الدولي، إضافة إلى تفاقم الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي".
معضلة الأسرى
تبقى قضية الأسرى واحدة من أعقد القضايا التي تفجر خلافات واسعة داخل المستويات السياسية والعسكرية في الاحتلال. فبينما يرى بعض القادة أن الضغط العسكري قد يساعد على إنجاز صفقة تبادل أفضل، يحذر آخرون من أن العملية ستعرض حياة الأسرى لخطر داهم، وقد تؤدي إلى مقتل عدد منهم أثناء القتال. مسؤولون عسكريون سابقون ذهبوا إلى حد القول إن "الحرب لن تُحرر الأسرى بل ستقتلهم".
ورغم هذه التحذيرات، يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المضي في المسارين معًا: مواصلة المفاوضات بشأن صفقة الأسرى من جهة، وتكثيف الضغط العسكري من جهة أخرى. غير أن خبراء حذروا من أن أي خطوة لا تراعي وتيرة المفاوضات قد تأتي بنتائج عكسية وتفشل في تحقيق الأهداف المعلنة.
"اليوم التالي" المجهول
إلى جانب التعقيدات الميدانية والإنسانية، تبرز معضلة "اليوم التالي" لاحتلال غزة. فالجيش الإسرائيلي يرفض إقامة حكومة عسكرية طويلة الأمد في القطاع، لكنه لا يرى طرفًا آخر يمكن أن يتولى إدارة المدينة فور إسقاط سلطة حماس. وبهذا، تبدو السيناريوهات غامضة، بين خيار فرض إدارة عسكرية مؤقتة أو محاولة فرض حكومة تكنوقراط بديلة بدعم خارجي.
أما المستوى السياسي، فلا يخفي رغبته في تشجيع ما يسميه "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين إلى دول أخرى، وهي رؤية يعتبرها كثير من الخبراء بعيدة تمامًا عن الواقع وغير قابلة للتطبيق. وفي ظل غياب تصور واضح، يبقى سؤال "اليوم التالي" عالقًا، يهدد بإطالة أمد الحرب وتعقيد الموقف أكثر.




