تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في كلمة متلفزة ألقاها يوم الخميس، أكد زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يشكل جريمة إبادة جماعية واضحة بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن المقاومة تبقى الخيار الوحيد والشرعي في مواجهة هذا العدوان الهمجي.

عدوان وحشي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية

قال الحوثي إن ما تشهده غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو عدوان وحشي ممنهج يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، مشيدًا في الوقت ذاته بـصمود أبناء غزة وثبات فصائل المقاومة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.

وأضاف أن هذه الحرب تستهدف بشكل مباشر كل من يقف في محور المقاومة، وليس غزة وحدها، ما يجعل الدفاع عن فلسطين مسؤولية جماعية تتطلب موقفًا موحدًا.

التصعيد في لبنان وسوريا جزء من المخطط الإقليمي

وفي سياق متصل، أشار الحوثي إلى تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان، معتبرًا أنها جزء من مخطط إقليمي شامل يهدف لضرب محور المقاومة، ومحاولة لعزل غزة عن عمقها الاستراتيجي في المنطقة.

وتحدث كذلك عن الوضع في سوريا، مؤكدًا على أهمية تعزيز التنسيق والتكامل بين قوى المقاومة لمواجهة التحديات المشتركة، لافتًا إلى أن تماسك هذا المحور يعزز موازين الردع ويمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه.

تحميل واشنطن المسؤولية الكاملة

لم يغفل عبد الملك الحوثي الإشارة إلى الدور الأميركي المباشر في تغذية الحرب على غزة، حيث اتهم الإدارة الأميركية بتوفير الدعم العسكري والسياسي غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي، محمّلًا إياها المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في القطاع.

وأوضح أن التواطؤ الدولي والدعم الأميركي يشجعان الاحتلال على الاستمرار في المجازر اليومية بحق النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الصحية والإنسانية بالكامل.

دعوة لتوحيد الصف الإسلامي نصرة لغزة

وفي ختام كلمته، وجه الحوثي دعوة صريحة إلى توحيد الصف الإسلامي والعربي للوقوف الحازم إلى جانب الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن هذا الموقف هو "موقف الحق، والكرامة، والمسؤولية أمام الله والتاريخ".

وأكد أن الوقوف مع غزة اليوم ليس مجرد موقف سياسي، بل واجب أخلاقي وديني وإنساني، في ظل المجازر والانتهاكات اليومية التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء.

خلفية دامية: أكثر من 182 ألف شهيد وجريح

تأتي تصريحات الحوثي في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال، وبدعم أميركي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، أسفرت عن:

أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

ما يزيد على 11 ألف مفقود، لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.

تهجير مئات آلاف الفلسطينيين قسرًا، وسط دمار غير مسبوق في البنية التحتية.

في ظل الصمت الدولي والعجز الأممي، تتزايد الدعوات من داخل محور المقاومة لتوحيد الجهود وكسر الحصار، بينما يستمر النزيف الإنساني في غزة بلا توقف.