شلل كامل في التنسيق الإنساني

الأمم المتحدة: انهيار خدمات الإنترنت في غزة يشل عمليات الإغاثة ويعمّق الكارثة الإنسانية

profile
  • clock 12 يونيو 2025, 6:40:22 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تطور خطير يعكس عمق المأساة المتفاقمة في قطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن الانهيار الكامل لخدمات الإنترنت في جميع أنحاء القطاع تسبب في شلل تام لعمليات الإغاثة الإنسانية، مما أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد وخدمات الطوارئ، وتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية.

الكابل الأخير... والانقطاع الكامل

وذكرت المنظمة الدولية في بيان صحفي أن انقطاع الإنترنت جاء نتيجة تلف آخر كابل يربط وسط وجنوب قطاع غزة بالشبكة العالمية، مرجحة أن يكون ذلك بسبب "نشاط عسكري" متعمد، في إشارة إلى استهداف ممنهج للبنية التحتية التقنية.

ويُعد هذا الانقطاع هو الأوسع منذ بدء العدوان، حيث بات سكان القطاع معزولين رقميًا بالكامل عن العالم الخارجي، في وقت تتطلب فيه الأزمة التواصل اللحظي لتنسيق الجهود الإغاثية والطبية والإنقاذية.

شلل كامل في التنسيق الإنساني

وبحسب الأمم المتحدة، فإن انقطاع الاتصال أدى إلى توقف شبكات الطوارئ، وإعاقة توزيع المساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل، ما أثر سلبًا على مئات آلاف المحتاجين للمأوى، والماء، والغذاء، والرعاية الصحية.

وقالت المنظمة "جهود التنسيق على الأرض باتت شبه معدومة، والخطر الأكبر يكمن في عدم قدرة الفرق الإغاثية على التحرك أو تحديد مواقع الحاجة العاجلة دون اتصال".

غزة... منطقة كوارث مغلقة

يتزامن هذا الانهيار الرقمي مع واقع إنساني هو الأسوأ منذ عقود، حيث يعاني سكان القطاع من انهيار شامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مع تدمير أكثر من 70% من المباني والمنشآت، وفق تقديرات أممية.

كما بات نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى، في ظل نقص حاد في المياه النظيفة، والغذاء، والأدوية، وانهيار النظام الصحي بالكامل في أغلب مناطق القطاع.

ويُشار إلى أن قطاع غزة يخضع لحصار إسرائيلي خانق منذ 18 عامًا، تصاعدت حدته بشكل غير مسبوق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما حوّل غزة إلى "منطقة كوارث مغلقة" بحسب وصف الأمم المتحدة.

إبادة جماعية مستمرة وسط دعم أميركي وصمت دولي

وفي ظل الصمت الدولي والتواطؤ السياسي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان غزة، أسفرت حتى الآن عن:

أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

ما يزيد على 11 ألف مفقود، ما زالوا تحت الأنقاض أو في عداد المجهولين.

مئات آلاف النازحين الذين فرّوا من القصف بلا مأوى أو مأكل أو رعاية طبية.

وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار الانهيار في البنية التحتية وقطع الإنترنت سيؤدي إلى تفكك المنظومة الإنسانية بالكامل، ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر بشكل دائم وآمن.

في ظل الإبادة والصمت، لم يعد هناك متسع للانتظار... الإنترنت انقطع، ولكن الأرواح تُزهق بلا توقف، والنداء الأممي بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى: أنقذوا غزة.

التعليقات (0)