الجامعات المستهدفة بالمقاطعة

طلاب الخليج يطلقون حملة لمقاطعة الجامعات البريطانية المتورطة في دعم الاحتلال: "كرامتنا أغلى من أي شهادة"

profile
  • clock 12 يونيو 2025, 6:24:15 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الجامعات المستهدفة بالمقاطعة

محمد خميس

في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وما تبعه من انخراط بعض الجامعات الغربية في دعم هذا العدوان عبر تمويلات عسكرية وقمع للحراك الطلابي المتضامن مع فلسطين، تصاعدت في الخليج العربي أصوات طلابية وشعبية تطالب بمقاطعة الجامعات البريطانية المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

حملة خليجية تحت شعار: "من الخليج نبي نوصل رسالة"

تحت هذا الشعار، أطلق نشطاء كويتيون حملة إعلامية تطالب بمقاطعة الجامعات البريطانية المتواطئة مع الاحتلال، سواء عبر الاستثمار في شركات تصنيع السلاح أو التضييق على النشاطات الطلابية المؤيدة لفلسطين. وقد جاءت الحملة بإشراف "ائتلاف الخليج ضد التطبيع"، وهو تحالف شبابي خليجي يُعنى بمواجهة التطبيع مع "إسرائيل".

وأكد القائمون على الحملة أن "دم غزة مو رخيص، وكرامتنا أغلى من أي شهادة"، في رسالة واضحة بأن الكرامة الوطنية والإنسانية لا تُقايَض بالمصالح الأكاديمية أو الدراسية.

وفي بيان شدد "ائتلاف الخليج ضد التطبيع" على أن الحملة تنطلق من شعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، في ظل ما وصفه بـ"تورط بعض الجامعات في جرائم الإبادة الجماعية من خلال شراكاتها البحثية والمالية مع مؤسسات عسكرية إسرائيلية".

ودعا الائتلاف إلى مقاطعة أي جامعة تدعم الاحتلال سواء من خلال برامج الابتعاث أو التبادل الأكاديمي أو الترويج لها في دول الخليج، والعمل على استبعاد هذه الجامعات من قوائم القبول الجامعي المعتمدة لدى الطلبة وأولياء الأمور.

معايير المقاطعة: استثمار وسكوت وقمع

ووفقاً للبيان، فإن معايير إدراج الجامعات ضمن قائمة المقاطعة تشمل:

الشراكات مع شركات أسلحة تُستخدم في العدوان على غزة.

قمع الطلاب المناهضين للاحتلال داخل الحرم الجامعي.

غياب موقف واضح من إدارات الجامعات تجاه الجرائم الإسرائيلية.

تواطؤ إداري أو أكاديمي موثق في دعم الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتستند الحملة إلى بيانات من مؤسسات حقوقية، مثل "مؤسسة تجريد التعليم من السلاح"، و"الحملة المناهضة لتجارة السلاح"، إضافة إلى تقارير من اتحاد الجامعات والكليات البريطانية وتحقيقات مستقلة.

الجامعات المستهدفة بالمقاطعة

حدّد الائتلاف عشر جامعات بريطانية ضمن القائمة السوداء، هي:

جامعة نيوكاسل

جامعة ليفربول

جامعة نوتنغهام

جامعة ليدز

جامعة نورثمبريا

جامعة كوين ماري – لندن

جامعة بورتسموث

جامعة مانشستر

جامعة مانشستر متروبوليتان

جامعة كوفنتري

كما أوضح الائتلاف أن المركز الدولي للعدالة لفلسطين وجّه إنذارات قانونية لهذه الجامعات بسبب استثماراتها في شركات الأسلحة ومشاريع استيطانية غير قانونية.

التأثير المالي واضح... والمقاطعة تؤتي ثمارها

بحسب البيان، فقد تجاوزت خسائر الجامعات البريطانية المستهدفة 21 مليون جنيه إسترليني، نتيجة رفض آلاف الطلاب الخليجيين التسجيل فيها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يُشكّل رسالة ضغط واضحة بأن الانخراط في دعم الاحتلال له ثمن.

دعوة للمبتعثين الخليجيين: لا تدرسوا على دمائنا

وجّه الائتلاف دعوته بشكل خاص إلى الطلبة الخليجيين، وخاصة الكويتيين، للانخراط في حملة المقاطعة، والانتباه إلى أن جزءاً من رسومهم الدراسية قد يُستخدم في دعم آلة الحرب الإسرائيلية.

كما شدد البيان على أهمية التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات التعليمية الخليجية لحماية الطلبة من الالتحاق بجامعات تدعم الاحتلال بشكل مباشر أو تساهم في قمع الحريات الأكاديمية.

تفاعل شعبي وإسناد من المجتمع المدني

شهدت الحملة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المئات عن دعمهم الكامل لها، مؤكدين أن "المقاطعة الأكاديمية سلاح فعّال في مقاومة الاحتلال وفضح المتواطئين معه"، وأن "غزة تستحق أن نراجع خياراتنا الدراسية إن كانت تلك الجامعات تموّل قتل أبنائها".

ائتلاف الخليج ضد التطبيع... جبهة شعبية فاعلة

يُذكر أن "ائتلاف الخليج ضد التطبيع" تأسس عام 2019، ويضم جهات شبابية وخليجية متعددة تُنسّق جهودها مع حركة مقاطعة "إسرائيل" BDS، والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية (PACBI)، وعدد من المنظمات الحقوقية والطلابية حول العالم.

ويؤكد القائمون عليه أن الهدف ليس منع التعليم، بل منع تغطية جرائم الحرب بشهادات جامعية ومناصب أكاديمية، ودفع هذه المؤسسات لمراجعة علاقتها بمشاريع الاستعمار والقمع.

في وقت يُذبح فيه الشعب الفلسطيني على مرأى العالم، يثبت شباب الخليج أن الكلمة والقرار الأكاديمي لهما دور في المواجهة، وأن الشهادة التي تُمنح بثمن الكرامة الوطنية ليست إلا ورقة لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.

التعليقات (0)