مدينة غزة… قلب القطاع

عاجل: واللا يكشف أن رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي تعرض خطة احتلال مدينة غزة على وزير الدفاع يسرائيل كاتس

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 1:21:17 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

كشف موقع واللا العبري،  أن رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي ستعرض على وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، خطة عسكرية شاملة لاحتلال مدينة غزة بالكامل. وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أشهر، وسط تعقيدات ميدانية وإنسانية غير مسبوقة، ووسط تساؤلات محلية ودولية حول الأهداف الحقيقية من وراء هذا التوجه.

خلفية الخبر

بحسب ما ورد في تقرير موقع "واللا"، فإن القيادة العسكرية الإسرائيلية تسعى لطرح خطة تفصيلية أمام وزير الدفاع، تشمل سيناريوهات متوقعة لعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف قلب مدينة غزة، بما في ذلك السيطرة على أحيائها الرئيسية ومخيماتها المكتظة بالسكان. ويُنظر إلى هذه الخطة على أنها واحدة من أخطر الخطط التي قد تُنفذ منذ بدء العدوان على القطاع.

توقيت عرض هذه الخطة ليس عابرًا، إذ يأتي بعد ضغوط متصاعدة من الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل، والتي تعتبر أن حسم المعركة في غزة لن يتم إلا عبر عملية اجتياح بري شامل للمدينة.

مدينة غزة… قلب القطاع

مدينة غزة ليست مجرد مركز إداري وسكاني، بل تُعد القلب النابض للقطاع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. فهي أكبر المدن وأكثرها كثافة سكانية، حيث يعيش فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم نازحون كُثر فروا من مناطق أخرى تعرضت للقصف.

أي عملية عسكرية في هذه المدينة تعني كارثة إنسانية على نطاق واسع، إذ إن الأحياء السكنية متلاصقة والمباني متعددة الطوابق، ما يجعل احتمالات وقوع خسائر بشرية هائلة أمرًا شبه مؤكد.

أهداف الاحتلال المحتملة

بحسب المراقبين، فإن أهداف الخطة الإسرائيلية قد تتنوع بين:

ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية داخل المدينة.

السيطرة على المراكز الحيوية مثل الوزارات والمستشفيات والمقار الأمنية.

محاولة فرض وقائع جديدة ميدانية عبر تقطيع أوصال المدينة وعزل أحيائها عن بعضها.

الضغط السياسي والإعلامي من خلال إعلان السيطرة على أكبر مدن القطاع كرسالة "نصر" للرأي العام الإسرائيلي.

التحديات الميدانية أمام الجيش الإسرائيلي

رغم ما يظهر من جرأة في طرح مثل هذه الخطة، فإن الميدان في غزة يختلف جذريًا عن المناطق التي اجتاحها الاحتلال سابقًا. فمدينة غزة تتميز ببيئة حضرية معقدة مليئة بالأنفاق والطرق الضيقة، ما يجعل أي تقدم بري محفوفًا بالمخاطر.

كما أن المقاومة الفلسطينية أثبتت في جولات سابقة أنها قادرة على إلحاق خسائر فادحة بالقوات المقتحمة عبر الكمائن والعبوات الناسفة وحرب الشوارع. وبالتالي فإن أي عملية من هذا النوع قد تستنزف الجيش الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.

البعد الإنساني

لا يمكن تجاهل الأبعاد الإنسانية الكارثية لهذه الخطة. إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن سكان مدينة غزة يعيشون بالفعل في أوضاع مأساوية نتيجة القصف المستمر والحصار الخانق.

أي اجتياح بري شامل سيعني:

نزوح مئات الآلاف من السكان مرة أخرى نحو مناطق أكثر ازدحامًا.

انهيار ما تبقى من المرافق الصحية التي بالكاد تصمد أمام الأعداد الهائلة من الجرحى.

ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بشكل كبير نتيجة القصف والاشتباكات داخل الأحياء السكنية.

البعد السياسي

طرح خطة كهذه أمام وزير الدفاع يسرائيل كاتس يحمل أيضًا رسائل سياسية داخلية، إذ يسعى رئيس أركان الجيش إلى إظهار أن المؤسسة العسكرية تمتلك سيناريوهات جاهزة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية واضحة.

إلا أن المراقبين يرون أن هذه الخطة قد تضع الحكومة الإسرائيلية أمام مأزق دولي أكبر، حيث إن المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعربوا مرارًا عن قلقهم من التبعات الإنسانية لأي اجتياح واسع النطاق لمدينة غزة.

ردود الأفعال المتوقعة

حتى الآن لم تُعلن الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن تبني الخطة، لكن مجرد تسريبها عبر الإعلام العبري يهدف إلى:

جس نبض الرأي العام الإسرائيلي ومدى تقبله لفكرة اجتياح بري شامل.

إرسال رسائل ردع للفصائل الفلسطينية بأن إسرائيل مستعدة للذهاب بعيدًا في التصعيد.

الضغط على المجتمع الدولي من خلال التلويح بخيارات أكثر دموية في حال لم تتم تلبية المطالب السياسية والأمنية لإسرائيل.

غزة بين المطرقة والسندان

بالنسبة لسكان غزة، فإن مجرد الحديث عن هذه الخطة يضاعف المخاوف من مستقبل أكثر قسوة. فالمدينة التي تستقبل مئات آلاف النازحين من مختلف مناطق القطاع قد تصبح مسرحًا لمعارك دموية طويلة الأمد.

وفي الوقت ذاته، فإن سكان المدينة يفتقرون إلى خيارات النزوح مجددًا، إذ إن جميع مناطق القطاع أصبحت إما مدمرة أو مكتظة بالنازحين.

التعليقات (0)