-
℃ 11 تركيا
-
21 أغسطس 2025
عاجل: استشهاد مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
معاناة النازحين في المواصي
عاجل: استشهاد مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
-
20 أغسطس 2025, 1:06:24 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أعلن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، صباح اليوم، عن وصول جثمان شهيد فلسطيني استُشهد متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي غرب المدينة. ويأتي هذا الحدث في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد مختلف مناطق قطاع غزة، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى خلال الأشهر الأخيرة.
تفاصيل الحادثة
بحسب المصادر الطبية في مجمع ناصر، فقد أصيب الشاب بجروح خطيرة جراء استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في محيط مدينة خان يونس. وأكدت الطواقم الطبية أن المصاب نُقل بحالة حرجة جدًا إلى قسم الطوارئ، لكن سرعان ما فارق الحياة متأثرًا بجراحه البالغة.
منطقة المواصي التي شهدت الحادثة تُعتبر واحدة من أبرز المناطق التي لجأ إليها النازحون من مختلف أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، باعتبارها منطقة ساحلية مفتوحة نسبياً. إلا أن الاستهداف المتكرر لها يفاقم معاناة المدنيين الذين ظنوا أنها أكثر أمنًا من غيرها.
خان يونس تحت النار
تشهد مدينة خان يونس منذ أسابيع وضعًا مأساويًا، إذ تتعرض لأعنف الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية والمناطق السكنية والملاجئ. ويُعتبر مجمع ناصر الطبي المستشفى الرئيسي في جنوب القطاع، ويعاني من ضغط شديد نتيجة تزايد أعداد الضحايا والجرحى الذين يصلون إليه بشكل يومي.
وأفاد مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية بأن استهداف المدنيين في منطقة المواصي يعكس أن الاحتلال لم يعد يميز بين أماكن الإيواء أو المناطق السكنية، بل باتت جميعها في دائرة النار المباشرة.
معاناة النازحين في المواصي
منذ بداية الحرب على غزة، نزح آلاف الفلسطينيين إلى منطقة المواصي غرب خان يونس، هربًا من القصف الذي طال المدن والأحياء الشرقية والوسطى. وتحوّلت المنطقة إلى مخيمات عشوائية مكتظة بالسكان، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة مثل المياه الصالحة للشرب، الكهرباء، والمواد الغذائية.
ورغم الظروف الإنسانية الصعبة، وجد النازحون في المواصي ملاذًا نسبيًا، لكن عمليات القصف والاستهداف المباشر، مثل حادثة اليوم، جعلت حياتهم أكثر خطورة وتعقيدًا.
شهادة من مجمع ناصر الطبي
أكد أحد الأطباء في قسم الطوارئ بمجمع ناصر أن "الشهيد وصل وهو يعاني من إصابة نافذة في الجزء العلوي من جسده، وكان فقد كمية كبيرة من الدم. حاولت الطواقم إنقاذ حياته عبر عمليات إنعاش عاجلة، لكنه فارق الحياة سريعًا بسبب خطورة الإصابة".
وأضاف أن الوضع في المستشفى يزداد سوءًا مع تزايد أعداد الجرحى والشهداء، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ردود أفعال محلية ودولية
أثار استشهاد المواطن في المواصي ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي. فقد أدانت مؤسسات حقوقية فلسطينية الاستهداف المتعمد للمدنيين، واعتبرته انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وطالبت تلك المؤسسات بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الاعتداءات المتكررة، وتوفير حماية عاجلة للمدنيين الفلسطينيين، خاصة في مناطق النزوح التي من المفترض أن تكون آمنة.
حصار ومعاناة إنسانية متفاقمة
لا يقتصر الأمر على الاستهداف المباشر، بل إن الحصار المفروض على قطاع غزة أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. وفي خان يونس تحديدًا، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، بينما تواصل قوات الاحتلال استهداف البنية التحتية الحيوية.
وأكدت وزارة الصحة أن استمرار استهداف المراكز الطبية والمستشفيات في غزة، ومن بينها مجمع ناصر الطبي، يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية، وهو ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
أبعاد سياسية وأمنية
يرى محللون أن استهداف منطقة المواصي في خان يونس يحمل رسالة سياسية واضحة، مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى الضغط على السكان والنازحين لإجبارهم على النزوح مجددًا نحو مناطق أكثر اكتظاظًا، في محاولة لخلق حالة من الفوضى الإنسانية.
كما أن استمرار الاستهداف المباشر للمدنيين يثير تساؤلات حول نوايا الاحتلال وتجاهله التام للضغوط الدولية التي تطالب بوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
دعوات عاجلة للتدخل الدولي
من جهتها، دعت منظمات حقوقية وإنسانية إلى فتح ممرات آمنة بشكل عاجل لإجلاء الجرحى والمرضى من مدينة خان يونس إلى خارج القطاع لتلقي العلاج، في ظل العجز الواضح للمستشفيات المحلية. كما ناشدت هذه المؤسسات الأمم المتحدة والجهات الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين.
حادثة استشهاد المواطن الفلسطيني في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، والتي أعلن عنها مجمع ناصر الطبي، تعكس بوضوح حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة يوميًا. فمع كل يوم جديد، يتساقط مزيد من الضحايا الأبرياء في ظل غياب الحماية الدولية وغياب أي أفق لحل سياسي قريب.
إن استمرار هذا الواقع يعني مزيدًا من الكوارث الإنسانية التي لن تتوقف عند حدود غزة فقط، بل قد تمتد تبعاتها إلى المنطقة بأكملها. ويبقى السؤال: هل سيتحرك المجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء في غزة، أم ستظل نداءات الفلسطينيين دون استجابة؟








