اجتياحات متواصلة وتبعات إنسانية

عاجل: الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة إنسانية خطيرة مع عجز الطواقم عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 1:00:24 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدفاع المدني في غزة

محمد خميس

في تطور خطير يشهده قطاع غزة، أصدر الدفاع المدني الفلسطيني تحذيرًا عاجلًا من التبعات الإنسانية الكارثية التي قد تنجم عن استمرار الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق السكنية المكتظة بالسكان. وأكدت الطواقم الميدانية أن قدراتها التشغيلية باتت شبه منهارة، مع عجزها عن تلبية معظم نداءات الاستغاثة الواردة من المدنيين في أحياء عدة، أبرزها حي الزيتون وحي الصبرة بمدينة غزة، إضافة إلى مناطق خان يونس وجباليا في شمال القطاع.

اجتياحات متواصلة وتبعات إنسانية

تشهد هذه المناطق اجتياحات متكررة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تقوم بعمليات قصف عنيف ومدفعي وجوي، متسببةً في سقوط مئات الضحايا من المدنيين. ومع شدة العمليات العسكرية واتساع رقعتها، يجد الدفاع المدني بغزة نفسه أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن الطواقم الميدانية لا تستطيع الوصول إلى كثير من المواقع المستهدفة بسبب استمرار القصف، ما يترك عشرات العائلات عالقة تحت الأنقاض أو محاصرة في منازلها دون إمدادات من الماء أو الغذاء أو حتى الإسعاف الأولي.

عجز الطواقم في المناطق الأكثر تضررًا

حي الزيتون والصبرة

في مدينة غزة، يعد حي الزيتون وحي الصبرة من أكثر المناطق التي تعرضت لقصف مكثف خلال الأيام الماضية. وبحسب شهود عيان، فإن عشرات المنازل سويت بالأرض، فيما لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال الضحايا حتى اللحظة. وأكد الدفاع المدني أن حجم الدمار يفوق قدراته اللوجستية والميدانية، إذ إن المعدات المتاحة باتت معطلة أو متهالكة بفعل الاستخدام المستمر ونقص الوقود.

خان يونس

في الجنوب، تشهد مدينة خان يونس أوضاعًا مأساوية متفاقمة، حيث تتعرض بشكل يومي لغارات متكررة أدت إلى انهيار بنايات سكنية كاملة فوق ساكنيها. وأفادت تقارير محلية بأن بعض الجثث ما زالت ملقاة في الشوارع لعدم قدرة سيارات الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليها.

جباليا شمال القطاع

أما في شمال غزة، فتعتبر مخيم جباليا من أكثر المناطق كثافة سكانية، حيث يعيش آلاف النازحين في ظروف إنسانية صعبة للغاية. ومع استمرار القصف العنيف، أكدت فرق الدفاع المدني أن الاستجابة لنداءات الإغاثة تكاد تكون معدومة، وأن الوضع هناك يقترب من “الانهيار الكامل”.

أزمة إنسانية مركبة

إلى جانب العمليات العسكرية، يواجه قطاع غزة حصارًا خانقًا أدى إلى نفاد الوقود اللازم لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الإنقاذ. كما أن النقص الحاد في المعدات الطبية وأجهزة الحفر يجعل عمليات الإنقاذ بطيئة للغاية مقارنة بحجم الدمار وعدد الضحايا.

وأشار خبراء إنسانيون إلى أن ما يجري في غزة هو نموذج واضح لـ كارثة إنسانية مركبة، إذ يجتمع القصف المستمر مع انهيار البنية التحتية الصحية والدفاع المدني، ليترك السكان المدنيين يواجهون الموت والجوع والعطش دون أي أفق للحل.

دعوات للتدخل الدولي

وجه الدفاع المدني نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بتوفير ممرات إنسانية آمنة تسمح للطواقم الميدانية بالتحرك داخل الأحياء المستهدفة. كما دعا إلى إدخال معدات إنقاذ وإطفاء حديثة لتعويض النقص الحاد القائم.

في السياق ذاته، أكدت مؤسسات حقوقية أن استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويضع آلاف المدنيين في دائرة الخطر المباشر.

معاناة السكان اليومية

مع تدهور الوضع الميداني، يعيش سكان غزة في حالة رعب مستمرة. فالأسر المحاصرة لا تستطيع مغادرة منازلها، فيما يُجبر النازحون على البقاء في مدارس أو مبانٍ مكتظة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

وأكد مواطنون من حي الزيتون أن أصوات الاستغاثة لا تنقطع من بين الركام، إلا أن الطواقم الميدانية لا تستطيع التدخل لغياب الإمكانيات. وقال أحد الشهود: "نسمع صرخات الجرحى تحت الأنقاض منذ ساعات، لكن لا أحد يستطيع إنقاذهم بسبب القصف المستمر ونقص المعدات."

كارثة بيئية متوقعة

وحذر مختصون من أن استمرار تراكم الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، وهو ما يشكل تهديدًا إضافيًا للسكان المحاصرين.

إن تحذيرات الدفاع المدني في غزة تمثل جرس إنذار خطيرًا للعالم بأسره، إذ لم يعد الحديث عن أزمة عابرة بل عن كارثة إنسانية متكاملة الأبعاد. ومع استمرار عجز الطواقم الميدانية عن تلبية نداءات الاستغاثة، فإن أرواح آلاف المدنيين باتت مهددة بالزوال ما لم يتم التحرك الفوري.

ويبقى السؤال الأبرز: هل يستجيب المجتمع الدولي لهذه النداءات قبل أن يتحول الوضع في غزة إلى مجزرة جماعية مكتملة المعالم؟

التعليقات (0)