-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
عاجل | مستوطنون يهاجمون منازل الفلسطينيين في واد سعير شمال شرق الخليل ويضرمون النار في أراضٍ زراعية
الاعتداءات في الخليل.. مشهد متكرر
عاجل | مستوطنون يهاجمون منازل الفلسطينيين في واد سعير شمال شرق الخليل ويضرمون النار في أراضٍ زراعية
-
1 سبتمبر 2025, 3:13:51 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في مشهد يعكس تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن مجموعات من المستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين في منطقة واد سعير شمال شرق الخليل، مساء اليوم الاثنين، وقاموا بإضرام النار في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة وخوف ورعب بين الأهالي.
تفاصيل الاعتداء
بحسب شهود عيان، اقتحم عشرات المستوطنين المنطقة وهم مدججون بالسلاح وتحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتدوا على منازل المواطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة. وأكد الأهالي أن الاعتداءات طالت عددًا من المنازل بشكل مباشر، ما أدى إلى تحطم نوافذ وأبواب وإصابة بعض السكان بحالات اختناق نتيجة الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق.
وأضاف الشهود أن المستوطنين أضرموا النار في أراضٍ زراعية مزروعة بأشجار الزيتون والعنب، وهي المصدر الأساسي لرزق العديد من العائلات الفلسطينية في المنطقة، ما تسبب في تدمير محاصيل موسمية وخسائر مادية فادحة.
واد سعير.. هدف متكرر للمستوطنين
تقع منطقة واد سعير إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل، وتعد من المناطق الزراعية الخصبة التي يعتمد عليها الفلسطينيون في معيشتهم. غير أنها تحولت خلال السنوات الماضية إلى ساحة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين القاطنين في المستوطنات القريبة، مثل مستوطنة "كريات أربع" و"أسفر"، حيث يسعى هؤلاء للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوسيع نفوذهم الاستيطاني.
ويقول الأهالي إنهم باتوا يعيشون حالة من الحصار النفسي والجسدي بسبب الاعتداءات شبه اليومية، في ظل غياب أي حماية حقيقية من المجتمع الدولي أو المؤسسات الحقوقية الفاعلة على الأرض.
المستوطنون والغطاء الرسمي
اللافت في الاعتداءات الأخيرة أن المستوطنين يتحركون عادة بحماية جيش الاحتلال، الذي يوفر لهم الحماية ويمنع الفلسطينيين من التصدي لهم أو الدفاع عن ممتلكاتهم. وفي حالة واد سعير، أكد السكان أن قوات الاحتلال كانت متواجدة في محيط المنطقة ولم تتدخل لوقف الهجوم، بل قامت بتفريق الأهالي الذين حاولوا إخماد الحرائق أو حماية بيوتهم.
هذا الغطاء الرسمي يعزز شعور الفلسطينيين بأن الاعتداءات ليست مجرد أفعال فردية، وإنما سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين ودفعهم لترك أراضيهم قسرًا، تمهيدًا للسيطرة عليها لصالح المشروع الاستيطاني.
خسائر بشرية ومادية
رغم أن حصيلة الاعتداء لم تسجل شهداء، إلا أن هناك عددًا من الإصابات بالاختناق نتيجة استنشاق الدخان، إضافة إلى حالة من الهلع بين النساء والأطفال. كما تضررت عدة منازل بشكل مباشر بفعل الاعتداء، بينما أتت النيران على عشرات الدونمات المزروعة.
ويؤكد المزارعون أن الخسائر الزراعية فادحة، إذ إن موسم الزيتون يعد مصدر رزق رئيسيًا لمئات العائلات الفلسطينية، ما يعني أن الاعتداء لا يستهدف فقط الأرض بل قوت الفلسطينيين ومعيشتهم اليومية.
الاعتداءات في الخليل.. مشهد متكرر
مدينة الخليل وريفها من أكثر المناطق الفلسطينية تعرضًا لاعتداءات المستوطنين، نظرًا لوجود عدد كبير من المستوطنات فيها. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المستوطنين نفذوا مئات الاعتداءات في الضفة الغربية خلال العام الماضي، كان نصيب الخليل منها الأعلى.
هذه الاعتداءات شملت اقتحام قرى وبلدات، تحطيم مركبات، الاعتداء على المزارعين، سرقة المحاصيل، واقتلاع الأشجار، إلى جانب حرق المنازل كما حدث في واد سعير. ويعتبر الفلسطينيون أن صمت المجتمع الدولي شجع الاحتلال والمستوطنين على التمادي في جرائمهم.
ردود الفعل الفلسطينية
نددت القوى الوطنية والإسلامية في الخليل بالاعتداء الجديد، واعتبرته "جريمة منظمة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني". وأكدت أن ما جرى في واد سعير يندرج ضمن سياسة التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية.
كما دعت هذه القوى المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التدخل العاجل لوقف اعتداءات المستوطنين، ومحاسبة حكومة الاحتلال التي توفر لهم الدعم والحماية.
القانون الدولي وانتهاكات الاحتلال
تنص القوانين الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة، على حماية المدنيين في الأراضي المحتلة ومنع نقل السكان من القوة المحتلة إلى تلك الأراضي. لكن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك هذه القوانين بشكل ممنهج عبر بناء المستوطنات وتشجيع المستوطنين على الاعتداء على الفلسطينيين.
ويرى خبراء قانونيون أن الاعتداءات في واد سعير تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث جرى استهداف المدنيين وممتلكاتهم بشكل متعمد، وهو ما يستوجب تدخل المحكمة الجنائية الدولية.
شهادات من الميدان
يقول أحد سكان واد سعير: "هاجمونا فجأة، كانوا بالعشرات ويحملون الأسلحة والعصي. رشقوا بيوتنا بالحجارة وأشعلوا النيران في حقولنا. لم نستطع فعل شيء، لأن الجيش كان يحميهم ويمنعنا من الاقتراب".
فيما قالت سيدة من الحي: "أطفالي كانوا يصرخون من شدة الخوف. النيران اقتربت من منزلنا، ولم نجد من يساعدنا. كنا ننتظر الموت في أي لحظة".
الأبعاد الإنسانية
تأثير الاعتداء لا يقتصر على الخسائر المادية المباشرة، بل يترك آثارًا نفسية عميقة على سكان المنطقة، خاصة الأطفال الذين يعيشون حالة رعب دائم. كما أن فقدان الأراضي والمحاصيل يعني المزيد من الفقر والبطالة بين الفلسطينيين، الذين يعانون أصلًا من حصار اقتصادي خانق.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هذه الاعتداءات سيؤدي إلى تغيير ديمغرافي خطير في المنطقة، عبر دفع الفلسطينيين إلى الهجرة الداخلية أو الخارجية بحثًا عن الأمان.
الاعتداء الذي نفذه المستوطنون على منازل الفلسطينيين في واد سعير شمال شرق الخليل، وإحراقهم للأراضي الزراعية، ليس حادثًا معزولًا، بل هو جزء من سلسلة اعتداءات متصاعدة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم.
وبينما يكتفي المجتمع الدولي ببيانات الشجب والإدانة، يبقى الفلسطينيون وحدهم في مواجهة آلة الاستيطان المدعومة بقوة الاحتلال. إن ما يجري في واد سعير يؤكد مرة أخرى أن الصراع ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو معركة وجود وصمود بين شعب يتمسك بأرضه ومستوطنين يسعون لاغتصابها.
.jpeg)







